شارك
|

لأول مرة في سورية ..نجاح عملية «زرع نقي عظم غيري»

تاريخ النشر : 2020-08-30

 

نجحت أول عملية "زرع نقي عظم غيري" في سورية للطفل تيم شدود ذو الأربع سنوات الذي أجريت له في مشفى تشرين العسكري بدمشق.

 

و تحدث الدكتور سليمان سليمان رئيس قسم زرع النقي واختصاصي أمراض دم وزرع نقي عن العملية قائلاً: " الطفل كان يعاني مرض "فقر دم لا مصنع" وبدأنا بدراسة حالة المتبرعة (أخت المريض) ابنة الخمس سنوات ونصف  الأمر الذي مثل تحدياً كبيراً تم تجاوزه بفضل كفاءة الأطباء والفنيين إذ إنها طفلة صغيرة في حين أن الجهاز الذي تمت جلسة قطف الخلايا منه معد لاستخلاص هذه الخلايا من البالغين لكن بفضل الدراسة المعمقة والمتابعة والفحوص المخبرية والسريرية الدقيقة التي أجريت مع الدكتور أمجد اسمندر المتابع لحالة الطفل والمتبرعة حصل الكادر الطبي على كمية جيدة جداً “حوالي 20 مليون خلية للكيلوغرام ثم تم أخذ 10 ملايين خلية وتسريبها للمريض” مبيناً أن الجزء المتبقي تم حفظه في “وحدة التجميد الغريسة” وفيها يتم تجميد وحفظ الفائض من الخلايا الجذعية في حال عودة المرض مستقبلاً ويمكن حفظها لـ 10 سنوات دون أن يحصل لها شيء أبداً.

 

وبيّن الدكتور سليمان أن الطريقة التي جرى اتباعها للتبرع كانت عبر جهاز قطف الدم المحيطي “البريزينيوس” وتعد من أحدث الطرق وأقلها آثاراً جانبية كما أن نتائجها على المدى البعيد أفضل من غيرها ولا تؤثر أبداً في صحة المتبرع لافتاً إلى أن القطف الجراحي أو القطف من النقي وليس من الدم المحيطي يعاني المتبرع فيه من مشاكل العمل الجراحي كالألم.

 

وحسب الدكتور سليمان فقد سبق سحب الخلايا الجذعية من المتبرعة البدء مع الطفل تيم قبل 3 أشهر بما يعرف بعملية “تشعيع مشتقات الدم” وذلك وفق جهاز خاص موجود بالمشفى وتهدف خطوة التشعيع لتخفيف وتقليل حدوث رفض الطُعم لدى المريض حيث يتم قتل الخلايا اللمفاوية لافتاً إلى أن الطفل كان يعتمد على نقل الدم قبل سبعة إلى ثمانية أشهر من وصوله إلى المشفى حيث كانت تنقل له مشتقات دم غير مشعة وبمجرد ترشيحه لعملية زرع النقي فالواجب نقل مشتقات دم مشعة حصراً للمريض وفق ما يوصى به عالمياً.

 

ونوّه الدكتور سليمان بتفاني الكادر الطبي والإداري في المشفى بمتابعة الحالة مشدداً على أن إنجاز عملية الزرع للطفل يبشر بأمل كبير لتوسيع مجال العمل وسط رعاية مباشرة من إدارة الخدمات الطبية التي اهتمت بتأهيل كادر طبي وتمريضي في إيطاليا منذ افتتاح القسم عام 2008 لافتاً إلى أن البدايات كانت بإشراف فريق طبي إيطالي ولدينا اليوم كادر طبي وتمريضي وفني بخبرات وطنية متميزة أنجز الكثير من عمليات زرع النقي الذاتي والغيري وصولاً إلى سنة 2012 وتوقف عمل القسم بسبب الجرائم الإرهابية التي تعرض لها المشفى لحين إعادة تأهيله وانطلاقه عام 2019 حيث أنجزنا 18 عملية زرع نقي.

 

كما ذكر الدكتور سليمان أنه بتاريخ الـ 30 من تموز الماضي تم تخريج الطفل دون أي أعراض سريرية مع عودة عناصر الدم ووظائف الكلية والكبد لوضعها الطبيعي مع تزويده بخطة مراجعة للمشفى بمعدل زيارتين أسبوعياً ليتم تقييمه سريرياً ومخبرياً حتى الوصول لمدة شهر من الزرع وهي المدة الأولى لتقييم النجاح إذ أنه بتاريخ الـ 9 من آب الجاري أظهرت الفحوص أن 92 بالمئة من الخلايا الموجودة عند الطفل تيم هي من خلايا المتبرعة أخته لين ما يثبت نجاح العملية.

 

 

 


عدد القراءات: 4532

اخر الأخبار