شارك
|

"عز الدين التنوخي".. جمالية اللغة

تاريخ النشر : 2015-08-16

أديب، لغوي، كاتِب، صحفي، قومي، باحث، شاعِر، رحالة سوري.

كان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق ونائب رئيسه ويُعد أحد أعلام الأدب والعلم بسوريا في العصر الحديث.

 

ابن "أمين شيخ السروجية" الاسم الذي عرف فيه بداية حياته، فهو ابن أسرة شعبية دمشقية عريقة، امتهنت صناعة وتجارة سروج الخيل، لكن بعد عودته من الدراسة في جامعة "الأزهر" عاد ليعرف باسمه الحقيقي "عز الدين علم الدين التنوخي"، كان يدعو للإصلاح الاجتماعي من خلال حلقات المساجد، حيث التف حوله طلابه ونقل ثقافته التي تلقاها إليهم، عاش آلام شعبه من الفقر والاضطهاد من المستعمر الفرنسي، وصار يتأمل التطلع للحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية، كان يعتز بقوميته إضافة إلى كونه صديقاً لشخصيات قومية رثى منها: "عبد الرحمن الشهبندر"، و"بدر الدين الحسيني"، وخلال إقامته في "الآستانة" بعد عودته من "فرنسا" وحصوله على شهادة المدرسة الزراعية وشهادة تطعيم الأشجار عيّن معلماً في "معهد بيروت الزراعي"، وفي تلك الفترة كان يتواصل مع الشباب العربي المتطلع لنهضة عربية شاملة، ووثق علاقته بالرواد منهم، وانتسب للمنتدى الأدبي إحدى منظماتهم.

 

خلال اندلاع الحرب العالمية الأولى دعي لخدمة العلم في الجيش التركي، لكنه فرّ منه والتحق بثورة "الشريف حسين" ليعين في دولته وزيراً للزراعة، ثم هاجر إلى "العراق" وعيّن أستاذاً للأدب العربي في "دار المعلمين العالية" في "بغداد"، وهناك ألّف بعض الكتب المدرسية، وترجم كتاباً سماه "مبادىء الفيزياء" للكاتب الفرنسي "فرنان ماير".

 

عاد عام 1918 إلى "دمشق" مع طلائع الجيش العربي بقيادة الأمير "فيصل" وعيّن عضواً في لجنة الترجمة والتأليف، ثم عضواً في مجلس المعارف، ولما قضي على العهد الاستقلالي باحتلال الجيش الفرنسي لـ"سورية" استقال "التنوخي" وكان قد عين مديراً مترجماً في مديرية البرق والبريد، لكنه سافر إلى "بغداد" ثم عاد إلى "دمشق" حيث وافته المنية، وقد رثاه الشاعر "محمد الفراتي"، فقال:

(ومن مات أمس وهو حيّ إلى مدى... متى كان ذل فضلٍ على أوطانه
كرمت أبا قيس فقد كنت واحداً... لدى المجمع العلمي من أعيانه)».

 

يذكر أن "عز الدين التنوخي" من مواليد "دمشق" عام 1889، في المدرسة الابتدائية السباهية تعلم اللغة وحفظ القرآن الكريم ودرس مبادىء العلوم واللغات العربية والفارسية والتركية والفرنسية، توفي صباح يوم الجمعة 24 حزيران عام 1966، ووري الثرى في مقبرة الباب الصغير بـ"دمشق".


عدد القراءات: 13749