خاص - رنا حسن
17 نيسان لم يكن هذا التاريخ قبل عشر سنوات كما هو بعدها .. حيث أن معظم الشعب السوري وبالأخص الأجيال الجديدة، لم يكن يعي ويفهم تماماً عظمة هذا اليوم..
فبعد سنوات الحرب الصعبة التي عاشها السوريون وكل هذه التضحيات والدماء الطاهرة التي قدمها على مدى هذه السنوات، عرف الشعب السوري بأجياله المختلفة، أهمية وكِبَر ماقدمه أجدادنا المجاهدين الأبطال من تضحيات حتى حصلنا على استقلال بلادنا من نير العدو الفرنسي، فكل ماسمعناه وقرأناه كان قليلاً إذا ماقورن بما لمسناه لمس اليد في حربنا ضد الإرهاب وأسياده، أثناء دفاعنا عن وحدة أرضنا واستقلال قرارنا.
ففي حقبة الاحتلال الفرنسي، سطر السوريون ملاحم من النضال والمقاومة لتحرير بلادهم من الظلم والإضطهاد، فمن ثورة الشيخ صالح العلي في جبال الساحل السوري عام1921، مروراً بثورة سلطان باشا الأطرش في جبل العرب في عام1922 ممتدة لعام، وما لبثت أن عادت مرة أخرى للظهور في1925، حيث أصدر سلطان باشا الأطرش منشوره الشهير إلى الشعب السوري، الذي أعلن فيه بيان الثورة السورية الكبرى وعلى إثره التحقت أحياء الشاغور والميدان في دمشق بالثورة، وبعدها بساتين الغوطة ورياضها، وامتدت الثورة لجميع أنحاء دمشق وجبل العرب وجنوب سورية، ثم توالت المعارك بين الثوار والقوات الفرنسية، إلى تشكيل الجمعية التأسيسية، التي بدأت أولى جلساتها في 1928 وترأسها هاشم الأتاسي، حيث اقترحت الدستور، الذي رفضته قوات الإحتلال الفرنسي، وحاولت إعادة صياغته في عام 1930 بما يتناسب مع أطماعها وأعلنته كدستور جديد، ما أدى بالشعب السوري إلى الانتفاض مجددا، وعمت المظاهرات والإضرابات مختلف أنحاء البلاد.
وبقي الاحتلال الفرنسي مسيطراً على سورية رغم كل تلك الاحتجاجات والثورات، حتى قامت الحرب العالمية الثانية؛ حيث هُزمت فرنسا على يد الألمان، مما أثار مخاوف بريطانيا من انتزاع ألمانيا الأراضي السورية من أيدي الفرنسيين، فقامت باحتلال سورية عام 1941 بوعدها لهم بمساعدتهم على الاستقلال وأعلنتها دولة مستقلة اسمياً عام 1943، وانتُخب حينها شكري القوتلي رئيساً للبلاد فقال يومها:" هذا يوم تشرق فيه شمس الحرية الساطعة على وطنكم، فلا يخفق فيه إلا علمكم، ولا تعلو فيه إلا رايتكم.."
أما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء في الحرب واستمرار المقاومة النضالية التي لم تتوقف، توّج هذا النضال الوطني المستمر بإعلان استقلال سورية بشكل كلي وجلاء آخر مستعمر فرنسي عنها ، في 17 نيسان عام 1946.. فكان الجلاء
وأما فاليوم بعد أن سطر جيشنا السوري الباسل أروع الملاحم وقدم أعظم التضحيات وحقق نصر كبير على طول الجغرافيا السورية وعرضها، ننتظر يوم جلاء جديد يوم نحتفل به بتطهير أرضنا المقدسة من دنس إرهابهم الكريه، ونخيط جراحنا ونعيد إعمار ما خربوه ودمروه من حجر وبشر
مقتدين بما قاله قائدنا المفدى السيد الرئيس بشار الأسد "الاستقلال الحقيقي والجلاء الحقيقي هو عندما يجلى المستعمر عن الأرض ونستعيد السيادة بكل ما تعني هذه الكلمة من معان.. فإذا كانت هناك أرض محتلة ولكن شعبها حر أفضل بكثير من أن يكون لدينا أرض محررة وشعب فاقد للسيادة ودولة فاقدة للقرار الوطني.. هكذا يجب أن نفهم الجلاء والاستقلال.. الجلاء والاستقلال بمعناه الشامل.. أنا أعتقد أنه بهذه المناسبة نحن بحاجة أكثر بكثير للتمسك بمعنى الجلاء وبمعاني الاستقلال.. منذ أن كنا أطفالا كان يعني لنا هذا العيد الكثير من العزة.. اليوم يجب أن يبقى هذا الموقع ويرتقي لكي يكون عيد الجلاء بالنسبة لنا ماضي العزة وحاضر الكرامة".