فجرت حرائق الغابات المتواصلة منذ أيام جدلاً واسعاً في تركيا حول مدى استعداد الحكومة لمواجهة الحرائق المستعرة لا سيما افتقار البلاد لأسطول حديث من طائرات الإطفاء التي اضطرت الحكومة لاستئجارها من الخارج وقبول طلبات المساعدة الخارجية وهو ما دفع أحزاباً من المعارضة التركية لمهاجمة الرئيس رجب طيب أردوغان والطلب منه بيع أسطول الطائرات الرئاسية لشراء طائرات إطفاء لمكافحة الحرائق.
فمنذ بداية الحرائق، بدأ جدل واسع في أروقة السياسة والإعلام حول مدى استعداد الحكومة لمواجهة الحرائق وتركز الجدل حول أسباب عدم مشاركة طائرات الإطفاء الكبيرة في عمليات الإطفاء والاكتفاء باستخدام المروحيات وعمليات الإطفاء البرية والبحرية، وهو ما نتج عنه ردود متناقضة من قبل عدد من الوزراء وكبار المسؤولين بين من قال إنها تشارك بالفعل، وبين من نفى امتلاكها، وبين تفسيرات أخرى قالت إنها غير جاهزة للعمل وتحتاج إلى إصلاحات، وهو ما صعد من هجوم المعارضة على الحكومة.
الرئيس رجب طيب أردوغان قال: "إن سبب عدم مشاركة طائرات إطفاء الحرائق التركية هو عدم تطوير وتحديث تكنولوجيا أسطول طائرات مكافحة الحرائق التركية". لكنه تحدث عن مشاركة طائرات من روسيا وإيران وأذربيحان وأوكرانيا في عمليات إطفاء الحرائق.
نشر كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري فيديو اعتبر أنه دليل على تضارب تصريحات الحكومة حيث نفى أردوغان امتلاك الحكومة لطائرات إطفاء حرائق بالوقت الذي اعتبر فيه وزير الغابات أن عدم مشاركة الطائرات في إطفاء الحرائق هو طبيعة المنطقة التي تجعل استخدام المروحيات أكثر جدوى، كما استحضر زعيم المعارضة فيديو لطائرات إطفاء الحرائق يتم استعراضها في معرض للطيران أقيم قبل عامين بإسطنبول، وعلق عليها بالقول: “لقد ظهرت في المعرض للاستعراض ولم تساهم في إطفاء الحرائق”.
وعقب زعيم حزب المملكة محرم إنجي على تصريحات أردوغان بالقول: “لماذا لا يوجد لدينا طائرات إطفاء الحرائق؟ أنت الذي يقود الحكم منذ 19 عاماً لماذا لا يوجد، لديك 14 طائرة خاصة، لديك قصر طائر، لماذا لا يوجد طائرات إطفاء حرائق، ألا تخجل من هذه الفضيحة؟”. في حين قال تمل كرمولو أوغلو زعيم حزب السعادة: “لا أجد الكلمات للتعبير، دولة رئيس جمهوريتها لديه أكبر وأفخم أسطول طائرات رئاسية لم يفكر كيف يؤمن طائرات إطفاء حرائق لبلده”.
واعتبر أكثر من متحدث باسم أكبر أحزاب المعارضة أن الحكومة أهملت على مدار سنوات طويلة طائرات هيئة الطيران التركية التي تعاني من إهمال بالإصلاحات والتطوير التكنولوجي، بالإضافة إلى عدم وجود طواقم متخصصة قادرة على قيادة الطائرات، وقال زعيم المعارضة: “في عام 2002 كان لدينا 19 طائرة إطفاء حريق، لماذا الآن لا يوجد؟ أين ذهبت هذه الطائرات؟”.
كما انتقدت شخصيات معارضة استئجار طائرات إطفاء حرائق من روسيا بمبالغ اعتبرتها أكبر من تلك التي كانت تحتاجها الطائرات التركية للتطوير والتحديث، إلى جانب اضطرار الحكومة لقبول عروض المساعدة من دول مختلفة حول العالم، حيث تشارك بالفعل طائرات من روسيا وأذربيجان وأوكرانيا وإيران في مساعي إطفاء الحرائق.
في المقابل، انتقد وزراء ومسؤولون كبار في حزب العدالة والتنمية ما اعتبروه محاولة المعارضة ممارسة السياسة وتحقيق أهداف انتخابية في وقت تمر فيه البلاد بكارثة طبيعية، معتبرين أن الحكومة تقوم بجهود كبيرة جداً لمكافحة الحرائق وأنه لا يوجد أي ضعف أو تقصير في جهود مكافحة الحرائق.