شارك
|

حكايا العطارة في دمشق.. تسرد تفاصيل المكان

تاريخ النشر : 2016-11-24

خاص - أمين عوض

 

ككل الحكايا العتيقة هكذا دوماً تبدو حكايا دمشق، قريبةً من الأساطير بعيدةً عن عالم الواقع، تتسربل سطورها بالأشخاص و الأماكن التي تأبى لا محالة إلا و أن تطبع في الذاكرة ، و لعل سوق العطارة في دمشق واحدةٌ من تلك الأماكن التي تروى عنها حكاياتٍ و قصص.

 

موقع "المغترب السوري" زار السوق العتيق في قلب العاصمة الأجمل و التقى عدداً من أصحاب المحال  التي تتناثر على طول الشارع الطويل الممتد بين الأزقة الدمشقية القديمة.

 

نذير خربوطلي و هو بائعٌ قديم في السوق العتيق بادرنا بالقول:" السوق هو مكان واسع ومتخصص للتوابل والبهارات والمواد الغذائية، يشتهر بأعشابه الطبية، والمحال التي تبيع مواد العطارة والزهورات الشامية ، يقصده الناس من كل المناطق القريبة و البعيد في الشام لشراء التوابل و البهارات التي يحتاجون لها لأغراضٍ شتى ".

 

يتابع نذير و يقول:"يتميز هذا السوق بـالحوانيت التي تنتشر على جانبيه والمختصة ببيع الأعشاب الطبية والخلطات الغريبة، والوصفات السحرية التي لا تزال حتى الآن تشكل علاجاً لبعض كبار السن الذين لا يعرفون إلا طريق العطارين عند مرضهم، أو لبعض الناس الذين يؤمنون بالفوائد الخارقة والسحرية لوصفات العطارين السحرية".

 


طارق عوف هو الآخر مالكٌ عتيق لأحد محال البهارات الشهيرة في المكان الأثري الرائع يقول:" استمتع ببيع البهارات، فلا نكهة للطعام، كما إنها إرث  ‏‏الآباء والأجداد منذ القدم، كما  قد تتضمن على فوائد كبيرة".

 

يتابع طارق و يقول :" تعود حوانيت سوق العطارين إلى عائلات دمشقية توارث أفرادها هذه المهنة منذ مئات السنين، حيث ‏ ‏عملت بعضها بالأعشاب الطبية منذ 250 سنة ". 

 

العم أسعد و هو أحد المسنين الذين يرتادون هذا المكان  بشكلٍ دوري على حد تعبيره يقول:" سبب الإقبال على النباتات الطبية إلى عدم تسببها في أي أعراض جانبية، كما ‏ ‏هي الحال في الأدوية الكيميائية، حيث أن هناك أمراضاً لا تعالج بالأعشاب في حين توجد أمراض تفوق طب النباتات ‏ ‏في معالجتها وبخاصة أمراض المعدة والقولون والالتهابات الصدرية والأعصاب".

 

سالم الذي يعمل في أحد المقاهي القديمة القريبة من حي العطارين يقول :" تمتد البزورية بين قصر العظم وسوق الصاغة القديم شمالاً، إلى سوق مدحت باشا مقابل فتحة حارة مئذنة الشحم جنوباً، ومن ثم ينعطف شرقاً ليضم إليه قسماً من الشارع المستقيم وسوق مدحت باشا، والسوق مغطىً بساتر قوسي معدني من شماله وحتى جنوبه، وهو ما زال منذ تأسيسه حتى اليوم كما ترون".

 

يتابع سالم :"  تتخصص حوانيت السوق أي محلاته الصغيرة ،  ببيع الأعشاب الطبية والبزورات والفواكه المجففة والتوابل والشموع والسكاكر والشوكولاتة والملبّس الدمشقي الشهير الذي يباع بكثرة في مناسبات الأعراس والموالد النبوية".

 

أنهينا زيارتنا للمكان  بعد يومٍ طويل ترك لنا عبق لسوق و روائح توابله و أعشابه عالقةً بين ثنايا ثيابنا التي بقيت لنا ذكرى من اللوحة الساحرة لكبيرة...دمشق الخالدة.


عدد القراءات: 15785