اختتمت اليوم الفعاليات الثقافية لأيام “الوردة الشامية.. من سورية إلى تورينو” التي تنظمها المتاحف الملكية في تورينو والأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع منظمة “سانتاغاتا” لاقتصاد الثقافة.
وشهد ختام هذه الأيام أمسية موسيقية كلاسيكية لأربعة طلاب من المعهد العالي للموسيقا في جامعة تورينو بعنوان “رباعي الساكسفون” حيث قدموا مجموعة من المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية لعدد من المؤلفين الموسيقيين العالميين من عدة عصور بدءاً من عصر الباروك إلى العصر الحديث.
والطلاب المشاركون في الأمسية هم ميكايلا ستروفولينو ساكسفون سوبرانو، ماريا غرازيا ماسانوفا ساكسفون التو، صوفيا فيرارو تينور ساكسفون، ايوجينيو انريا ساكسفون باريتون، وهم طلاب بصف الموسيقي بيترو ماركيتتي.
وفي كلمة له في بداية الأمسية التي احتضنها المسرح الروماني في مدينة تورينو الأثرية أعرب قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية المايسترو ميساك باغبودريان عن سعادته بتقديم الأمسية في مدرج روماني يحاكي المدرجات الرومانية في سورية مستذكراً الأمسيات الموسيقية التي أحياها على مسرح مدرج بصرى الأثري عام 2004 وفي تدمر عام 2016 من خلال تقديم أمسية “تدمر بوابة الشمس” احتفالاً بتحرير المدينة من تنظيم “داعش” الإرهابي، وبمناسبة الذكرى المئوية لشهداء السادس من أيار.
وبيّن المايسترو باغبودريان أنه يثمّن ما يقدمه طلاب المعهد العالي للموسيقا في تورينو من جهد وتعب، وهم يشبهون طلاب سورية الذين يعملون بظروف أصعب وأقسى على شق طريقهم بالاجتهاد والمثابرة وبتحديات أكبر ليثبتوا أنهم أصحاب علم وثقافة رغم ما فرضته عليهم الحرب والتبعات السلبية للحصار الاقتصادي على سورية حيث كان من أهم القطاعات التي تأثرت بنتائجه الظالمة التعليم والثقافة.
ووجه المايسترو باغبودريان كلمة إلى الموسيقيين حيث قال.. “إن الطريق الذي عملتم على اختياره بكل تأكيد صعب لكنه طريق مهم، ويحتم عليكم الاستمرار فيه لكونكم اخترتم هدفاً لكم، ورسالتكم في الحياة هي الموسيقا”.
وتابع..”رغم اختلافات اللغات والأماكن الجغرافية التي ننتمي إليها ونعيش فيها إلا أن الموسيقا تجمعنا، فالحالة الموسيقية تتجاوز الحدود والاختلافات وتقدم الانسجام والتناغم بين الموسيقيين إضافة إلى أهمية الجانب النفسي والروحي والإنساني التي تستطيع الموسيقا ترجمته لشعوب العالم وتعبر عن القيم النبيلة والحوار مع الآخر وتسهم في بناء السلام”.
وكانت أيام “الوردة الشامية.. من سورية إلى تورينو” شهدت فعاليات ثقافية غنية من افتتاح معرض صور فوتوغرافية تحاكي الوردة الشامية والحرف المرتبطة بها وعرض مجسم فني لها في حدائق المتحف الملكي في تورينو تكريماً للحرف التقليدية السورية، وسيكونان متاحين للزوار لغاية الأول من تشرين الأول المقبل، كما تم عرض الفيلم الوثائقي “قسم سرياكوس”، وتقديم أمسية أدبية للمؤرخ الدكتور سامي مبيض تتحدث عن الوردة الشامية في الأدب السوري.
كما أقيمت أمسية موسيقية بعنوان “قصيدة إلى الوردة ” بقيادة المايسترو باغبودريان وبمشاركة موسيقيين ومغنين من سورية وايطاليا، بالإضافة إلى عقد مؤتمر التراث الثقافي “جسر السلام” وكان المتحدث الرئيسي فيه الدكتور همام سعد معاون مدير عام المديرية العامة للآثار والمتاحف وشارك فيه نخبة من علماء الآثار الإيطاليين وعلى رأسهم البروفيسور باولو ماتتيه مكتشف مملكة إيبلا والحائز وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.
سانا