“لم يستطع والدي أن يراني كما تمنى، أستاذاً في قسم اللغة العربية بجامعة حماة، ولكن لربما يزوروني مرة في أحلامي، وأخبره عن هذا الحلم الجميل الذي تحوّل إلى حقيقة”.
هكذا بدأ الشاب أسامة حديثه لتلفزيون الخبر، مضيفاً “وها أنا أجد نفسي بعد قصة طويلة من الإرادة والتصميم غيّرت حياتي، من عامل تنظيفات إلى أستاذ في قسم اللغة العربية بكلية الطب البيطري بجامعة حماة”.
وعن الأحلام الكثيرة التي تحققت يبدأ أسامة عبد الكريم الأحمد ذو الـ 42 عاماً حديثه بالقول “أجد نفسي اليوم أستاذاً مُكلّفاً في قسم اللغة العربية في جامعة حماة، بعد أن قضيت الربع الثاني من عمري أعمل بمهن مختلفة مرة في سوق الهال، وآخرى ناطور، وثالثة عامل تنظيفات، وها أنا أبدأ الربع الثالث من عمري كأستاذ جامعي”.
و عن تجربته يكمل “حصلت على شهادة الصف التاسع منذ العام 1991، عملت بمهن مختلفة، ثم توظفت في العام 1998 في جامعة حماة كموظف وعامل تنظيفات فئة خامسة”.
ويتابع “ألح عليّ الدكتور محمد علي العمادي، عميد كلية الطب البيطري عام 2001 على تقديم البكالوريا، نظراً لنشاطي وسرعة البديهة لديّ، وفعلاً وضعت الحلم في رأسي، وبدأت بالتحضير والدراسة للحصول على شهادة البكالوريا”.
ويضيف “دخلت بنتيجة المفاضلة العامة كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة حماة للعام الدراسي 2009/2010، و بعد مضي أربع سنوات تخرجت بمعدل جيّد، وبترتيب جيّد أهّلني للتدريس في أي كلية بسوريا غير مختص”.
وعن انتقاله من الفئة الخامسة إلى الفئة الثانية يقول “تقدمت بطلب تعديل وضع للفئة الثانية، وتحقق الحلم البدائي، أصبحت فئة ثانية بدل فئة خامسة، استلمت بعدها شعبة الطباعة والنسخ، وثمّ طباعة الأسئلة الإمتحانية لكافة السنوات الدراسية”.
ويكمل “بعد التخرج تقدمت لدورة “acdl” للحاسوب، لأتمكن من تعديل وضعي إلى فئة أولى، وتم تسليمي شعبة شؤون الطلاب بالكلية في الشهر السابع من العام 2016، ونظراً لوجود معدل جيد وقِدَم تخرج ثلاث سنوات حسب النظام الداخلي للجامعات، فإنه يحق لي التدريس في نفس الكلية”.
ويقول “أجد نفسي اليوم أقف لأشرح لطلبتي دروسهم ومحاضراتهم في المدرجين الأول والثاني، اللذين كنت أقوم بتنظيفهما من عام 1998 إلى العام 2004”.
و عن الصعوبات يشرح “طبعاً خلال هذه السنين لم يرتح جسدي من السهر والعمل، وأثناء دراستي واجهتني مصاعب النزوح من بلدتي صوران، ومصاعب تجمّع أسرتي كاملة في بيتي، حيث وصل عددنا إلى حوالي 60 شخص لمدة سنة ونصف”.
ويكمل “كانت دراستي في السنة الثانية والثالثة والرابعة تبدأ الساعة 11 ليلاً حتى أذان الفجر، كانت أمي بجانبي طيلة فترة الدراسة، إلا أن والدي لم يكن على قيد الحياة، ولكني شعرت بوجوده في كل خطوة”.
وختم أسامة عبد الكريم الأسعد حديثه لتلفزيون الخبر بالقول “فعلاً تحقق الحلم الذي طالما انتظرته وانتظره والدي، الذي كان يُمني النفس أن يراني مدرّس في قسم اللغة العربية منذ العام 1985، وهكذا تحقق الحلم المنشود بعد حوالي 33 عام انتظار وترقب”.