شارك
|

"مملكة إيبلا" أساساً لبناء الحضارة السورية

تاريخ النشر : 2022-07-31

 ‏مدينة أثرية سورية قديمة كانت حاضرة ومملكة عريقة وقوية ازدهرت في شمال غرب سورية في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، وتبعُد عن حلب حوالي 55 كم.

 

شكّلت مملكة إيبلا أساساً لبناء الحضارة السورية وكان لها ارتباط وثيق مع مراكز الحضارات، خصوصاً الحضارة الفرعونية حيث أقامت علاقات تجارية ودبلوماسية وثيقة مع دول المنطقة والممالك السورية ومصر وبلاد الرافدين‌‏، فكان النفوذ التجاري لإيبلا يمتد حتى صحراء سيناء، شمالاً فلسطين ولبنان والجمهورية العربية السورية وفي الغرب وصلت إلى قبرص وفي الشمال إلى الأناضول وفي الشرق حتى مرتفعات مابين النهرين.

 

 ‏وكانت حضارة ايبلا وثقافتها مهيمنة اقتصادياً وسياسياً على مناطق كثيرة من سورية، تمتد بين جبال لبنان في الغرب وحتى بادية الشام في الشرق، وبين جبال طوروس في الشمال إلى منطقة حمص في الجنوب حتى نهر الفرات.

 ‏وإيبلا اسم عربي يعني الحجر الكلسي وسميت بهذا الاسم نسبة لطبيعة الأحجار الكلسية فيها.

 

ويعتبر القصر الملكي من أهم المكتشفات ويعود تاريخه للعصر البرونزي القديم في الفترة ما بين 2300-2400 قبل الميلاد، حيث كان يضم مركزاً إدارياً وساحة واسعة مخصصة للتبادل بين القوافل التجارية، ‏ وقد كان البناء الرئيسي للمدينة في هذه الحقبة وهو يمتد إلى المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية من الأكروبول‌‏.

 

والقسم الإداري منه الذي يقع في الجهة الغربية ويتضمن البلاط الكبير مع مدخل معمد، وقاعة للاستقبال فيها منصة لعرش الملك مبنية من الآجر المجفف بالشمس، ‏ وفي هذا القسم من القصر عُثر على الألواح التي كشفت عام 1975 في غرفتين متجاورتين، كما عُثر أيضاً على مواد تبين علاقات إيبلا التجارية العالمية.

 

‏ والقصر الغربي الكبير في أسفل المدينة الذي تم بناؤه نحو سنة 1900 ق.م وكشف عنه عام 1978 وهو يغطي مساحة تزيد على ثلاثة أرباع الهكتار وكذلك كشفت في هذه المنطقة مدافن (نكربول) تضم قبور أمراء ونبلاء، إلى أن تم العثور على المكتبة الملكية التي تحوي آلاف الرقم المسمارية في عام 1975‌‏

وتتألف المكتبة الملكية من عدد ضخم من الألواح الطينية، وهي رُقم مسمارية رتبت على رفوف خشبية بصورة دقيقة ومصنفة وفق موضوعاتها، ويبلغ عدد هذه الرقم 16500 رقيم، أكثرها بحالة سليمة وبعضها محطم تم ترميمه، وقد سُجِلت في قيود المديرية العامة للآثار والمتاحف، ولقد تبين أن هذه المكتبة هُدِ مت مع القصر وأُحرِقت، وقد بدا تأثير الحريق على الخشب الذي أضحى فحماً، كما بدا على الرقم ذاتها التي أصبحت أكثر صلابة.

 

وكنز إيبلا من محفوظات القصر، ومن الوثائق الرسمية لسجلات ومراسلات ملوك إيبلا المسطرة بالخط المسماري على الآلاف من اللوحات الطينية يضيف صفحات جديدة كل الجدة إلى تاريخ سورية والشرق الأوسط والإنسانية في النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد. ‏

 

والمكتشفات الأثرية في مدينة ايبلا ومنها تل مرديخ والأرشيف الملكي الضخم وكذلك العثور على أول قاموس عرفته البشرية وعلى أول معاهدة مكتوبة للسلام بين مدينتي ايبلا وأبرسال وأيضاً اكتشاف أطول قصيدة شعرية في المدينة، وإن النصوص الأدبية في سجلات ايبلا نادرة ولكن وجد في لوحات ايبلا نقلاً من ملاحم أدبية لعلها ترجمة للملاحم السومرية القديمة  مثل ملحمة جلجامش هو نفسه له حيز واضح لدى الايبلويين وكافة قصص الخليقة والإنسان وقصة الطوفان كلها كانت متداولة لديهم ومسطرة في لوحاتهم.‌‏

 

 وعن أهم الاكتشافات الأخيرة

 

اكتشاف مجموعة من التماثيل النثرية التي تعود إلى بداية الالف الثاني ق.م‌‌‏ والفرديسيا التي لها علاقة بالمعبد الأحدث وهي محفورة بشكل طبيعي على الصخور مكونة من فتحتين للدخول والخروج وهي مليئة بالقطع الاثرية لكنها فقيرة نسبياً، وبعض الاواني الفخارية والدمى الطينية والأدوات المعدنية ومجموعات من العربات الطينية، ورأس مصنوع من الخشب الكلسي والدمى الطينية غير المشوية وتماثيل بسيطة وصغيرة. ‌‏

 

إنّ مدينة ايبلا، هي حتى اليوم أكبر مدينة في عصرها، فقد بلغت مساحتها 65 هكتاراً وبلغ عدد سكان رعاياها بحسب السجلات المكتشفة 260,000 نسمة، وقد هز اكتشافها كافة الأوساط العلمية ولقد حققت وثائق إيبلا ثورة في معارفنا التاريخية عن الشرق الأدنى في الألف الثالث قبل الميلاد، هذه الفترة التي شهدت بناء الأهرامات في مصر أو ما يسمى بعصر (الملوك)، وشهدت الحضارة السومرية الأكادية العظيمة في الرافدين. وإلى جانب أكبر مصدرين للمعلومات التاريخية، وهي مصر والرافدين‌‏.


عدد القراءات: 4829