شارك
|

القنوات في السويداء تاريخ من الحضارة الإنسانية

تاريخ النشر : 2022-09-01

‏ القنوات أو (كاناثا) ظهر اسمها على النقود التي صُكّت منذ القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن السادس الميلادي، علماً أنّ أصل التسمية آراميّ ويعود إلى حوالي الألف الثانية قبل الميلاد.

 

 

تقع القنوات على بعد 7 كم شمالي شرق مدينة السويداء، في منطقة جبل العرب وسط الجبال التي تغطيها الغابات، وهي مدينة أثرية تعد من أشهر المدن الأثرية الرومانية، وكانت سابقاً إحدى مدن الديكابلوس.

 


يحدها من الغرب سفوح جبل العرب، ومن الشرق وادي الغار.  ويقطع المدينة شارع شرقي ـ غربي، يتطابق مع الشارع الرئيس القديم فيقسمها إلى مدينة عليا ومدينة سفلى وقد بنيت المدينة بكاملها بالحجر البازلتي المحلي، ما أعطاها مظهراً فريداً.

 


مدينة القنوات من أقدم مدن محافظة السويداء السورية وأكثرها أهمية وهي تعتبر متحفاً أثرياً طبيعياً لما فيها من معالم وأوابد أثرية مهمة ومن أغنى المدن الأثرية التي ازدهرت فيها الحضارات المختلفة التي مرّت على سورية.

 


منذ العصور الحجرية الوسيطة والحديثة، أي منذ حوالي 4000 إلى 12000 سنة قبل الميلاد، سكن الإنسان القديم هذه المنطقة، واستقرَّت فيها مختلف الموجات القادمة من شبه الجزيرة العربية، ومن أكاد، آمور، كنعان، آرامية، آشور، بدءاً من الألف الثالث قبل الميلاد، ثم تعرَّضت للغزو السلوقي والبلطمي ثم الروماني والبيزنطي بدءاً من القرن الرابع قبل الميلاد، إلى أن جاءت الفتوحات العربية الإسلامية عام 635 ميلادياً.

 


ورد اسم القنوات القديم في المصادر الدينية والتاريخية «كاناثا»، وفي النصوص اليونانية واللاتينية «كانوتا» وتبرز أهمية مدينة القنوات التاريخية والحضارية كونها انضمّت نحو عام 50 قبل الميلاد إلى اتحاد المدن العشر «ديكا بوليس»، وهو ائتلاف كان يجمع عدداً من المدن التجارية وهي: فيلادلفيا، عمّان، جرش، إربد، أم قيس، درعا، بيت راس، نابلس، والحصن، وكانت دمشق على رأسها.

 

 

عدّت المدينة أنذاك محطة تجارية هامة على طريق دمشق ـ بصري. وعرفت في القرن الأول تطوّراً اقتصادياً مهماً في مجال الزراعة، وشغلت في العصر البيزنطي مركزاً أسقفياً ارتبط بأنطاكية، وشكّلت مركزاً مهماً للحجّ المسيحي إلى جانب مدينة السويداء.

 


بدأ التنقيب الأثري في مدينة القنوات عام 1960 برئاسة بعثة وطنية كشفت عن مقبرة الأساقفة الواقعة شرق مجموعة الكنائس. وبين عامَي 1962 و1965، تم الكشف عن كامل منطقة المعابد والكنائس وملحقاتهما. وبين عامَي 1997 و2002 نفّذت بعثة سورية ـ ألمانية عدّة مواسم تنقيب في عدد من المباني المكتشفة، منها معبد الإله تياندريوس المقام خارج الأسوار والذي يعود إلى القرن الثاني الميلادي، ومعبد حوريات الماء ويعود إلى القرن الثالث الميلادي.

 


ومن أهم أثار مدينة القنوات المعابد الأثرية الخمسة. منها معبد هليوس الذي كرّس لعبادة إله الشمس ويعود بناؤه إلى القرن الثاني الميلادي ومعبد زوس إله السماوات، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني الميلادي ويقع في الجزء الجنوبي من المدينة قرب السور.

 

 

وأيضاً من آثار مدينة القنوات الحمّامات القديمة التي تقع في الجزء السفلي الغربي من المدينة. ويعود تاريخ بنائها إلى بداية القرن الثاني الميلادي. ويحيط بها سور زوّد بأبراج منيعة لصدّ الغزاة.

 


وهناك الكنائس البازليك التي تقع ضمن مجموعة الكنائس «السراي» ومن هذه الكنائس، «الكنيسة الكبرى» التي تطلّ واجهتها على الشارع المحوري مباشرة، وتمتد أجزاؤها تحت المنازل الواقعة إلى الشرق، ويعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس الميلادي.

 


بالإضافة إلى النزل والفنادق التي كانت محطات استراحة وفنادق للمبيت تحتوي على طابقين مع مدخل وباحة كبيرة يستخدم لإقامة الحجاج والمسافرين ويعود تاريخ بنائه إلى النصف الأول من القرن الثاني الميلادي. وهناك أيضاً «المقابر الرومانية والبيزنطية» التي يقع معظمها على جانبَي الطريق القادمة من السويداء. وهناك مقبرة الأساقفة الواقعة إلى جوار الكنيسة الشرقية.

 

 

تعتبر السويداء، بحسب منظمة اليونسكو، منطقة غنية بالمواقع والمعالم الأثرية التي يعود تاريخها للحقبة البرونزية حتى العهد الإسلامي مرورا بالرومانية والبيزنطية.

 

 

 

 

 


 


عدد القراءات: 4607