شارك
|

تاريخ مدينة المسمية الأثرية ومكانتها الكبيرة على مر العصور

تاريخ النشر : 2022-12-13

تقع المسمية على بعد 35 كم من مدينة دمشق وقد حظيت بمكانة كبيرة على مر العصور، في القرن الثاني الميلادي كانت مركزاً للقضاء اليوناني والروماني، وموقعاً عسكرياً استراتيجياً،  حيث تقع البلدة قرب طريق الرصيف الروماني الشهير، الذي كان يربط مدينة بصرى بمدينة دمشق  عابراً منطقة اللجاة البركانية، ما أعطاها موقعاً متميزاً وهاماً عبر التاريخ، فاعتبرت حاضرة منطقتها خلال العهدين الروماني والبيزنطي، من القرن الثاني إلى القرن السابع الميلادي، وأطلق عليها آنذاك اسم "فانا" القديمة  التي جعل منها الرومان قاعدة عسكرية راسخة، للمراقبة ومركزاً دفاعياً هاماً لمدخل منطقة اللجاة الشمالي، تحتشد فيه الجيوش وقوى الحراسة وتؤكد الكتابات القديمة بأن أهل مدينة المسمية كانوا من الأثرياء في إحدى الحقب حيث انهم كانوا يملكون أراض ومقاطعات خارج حدود مدينتهم تم الاعتماد على بعض الينابيع الطبيعية في المدينة لسد حاجاتها.

 

وكان اسمها "فاينا" وفي بداية القرن الثاني إلى السابع الميلاديين أطلق عليها اسم أم الزهور. أما تسميتها الحالية المسمية فتعني في اللغات القديمة القرية الأم المسمية من حيث تكوينها المعماري و وموقعها الجغرافي كانت إحدى المراكز الدفاعية لمدينة بصرى زمن الغساسنة وأثار أبراج المراقبة ما زالت باقية. و في زمن اليونان والرومان أيدت ذلك الوثائق اليونانية المدونة عن تاريخ مدن بلاد الشام بحيث تشير الوثائق أن قرى همان وشعارة وخبب (ابيبا) وكريم كلها كانت تتبع المدينة الأم المسمية.

 

وعن الآثار الموجودة فيها


تعتبر القلعة من أهم المباني الأثرية فيها، وماتزال قائمة حتى الوقت الحالي، وهي بحالة إنشائية جيدة، بنيت في العصر الروماني، وتم تجديد بنائها في فترة الحكم العثماني  ويوجد في البلدة القديمة منطقة تعرف باسم "القصيرات" تضم العديد من الأبنية المهدمة، المبنية من الحجر البازلتي، بالإضافة إلى بناء "الكركون العثماني"، الذي يقع في منتصف الطريق الواصل ما بين المسمية وقرية الشرايع وبقايا بناء متهدم معروف باسم "البراق"، وفي عام ٢٠٠٢ تم العثور على تمثال بازلتي، من حجر البازلت الأسود ويرتكز على قاعدة مستطيلة  ويبدو التمثال على شكل شاب وديع، لشخص كامل، أصغر من الحجم الطبيعي، وبدراسته تبين أنه للإله "ذو الشرى"، وهو أله محلي من الآلهة النبطية، ويعتبر الإله الرئيسي عند الأنباط، وانتشرت عبادته في المناطق التي كانت خاضعة للأنباط، ومع دخول الرومان للمنطقة أصبح يعرف باسم دوساريس  عند الإغريق والرومان.

 

وتشتهر المسمية بسهولها الواسعة  وبهوائها النقي والبلدة القديمة تتألف بيوتها من الحجارة القديمة البازلتية المصقولة من صخور المنطقة.

 

مارينيت رحال 
 


عدد القراءات: 5858

اخر الأخبار