مهنةٌ قديمةٌ فلكلورية لا يمكن الاستغناء عنها , وهي مهنة "المجلخ" أي تجليخ السكاكين والمقصات والأدوات الأخرى الحادة.
قديماً كان المجلخون هم من الناس البسطاء الذين يحملون على ظهورهم تلك الآلة الكبيرة والخفيفة الوزن التي تتكون من دولاب وحجرٍ دائري للشحذ، ثم يتجولون ما بين الأحياء والحارات ينادون قائلين بصوت رخيم:"مجلخ سكاكين مقصات مناجل شباري", وعند سماع هذا الصوت كان يخرج العديد من الرجال والنساء والأولاد حاملين سكاكينهم ومقصاتهم وأدواتٍ أخرى لإعادة الحدة والإمضاء لها بعد أن تكون قد تثلمت ,أي أصبحت غير حادة ومزعجة في الاستعمال فلا تقطع الأشياء أو تقصها بسهولةٍ,وكل هذا لقاء أجرة زهيدة الثمن.
أما في أيامنا هذه، فلم تنقرض هذه المهنة الشعبية القديمة بسبب أن شحذ الأدوات الحادة يظل مطلوباً من الناس ومن أصحاب بعض المهن الأخرى الذين يستخدمون في أعمالهم تلك الأدوات المعدنية التي يجب أن تظلَ قاطعةً وجيدةَ الاستعمال لفترةٍ طويلة، وذلك مثل أدوات المطبخ والخياطة والزراعة والحلاقة والطوبار و غيرها .
وتوجد أصنافٌ وأدواتٌ كثيرة جداً يمكن أن يقوم المجلخون بتجليخها للناس والزبائن ربما تصل إلى مائة صنفٍ مثلاً ومنها نذكر": سكاكين البيوت واللحامين والشاورما والجاتوه، والخناجر والشباري، ومقصات الخياطين والحلاقين والشوارب والأغنام والشجر، والمقصات الطبية والعمليات ومقصات حديد الصاج والذهب".
كما أن هناك أدواتٍ أخرى يقوم المجلخون بتجليخها وإعادة الحدة لها مثل: قطاعات اللحوم الساطور، وريشة ماكينات فرم اللحمة، وسكاكين أو مشارط خاصة يستعملها صانعو الأحذية والخياطون، وأيضاً كماشات قطع الأسلاك لدى عمال البناء ,ثم ماكينات الحلاقة، وكذلك أيضاً المناشير المعدنية، والمناجل والسيوف، وموس الحلاقة,
وهكذا فإن الأدوات كثيرةٌ جداً وهي ما يوجد لها حدٌ يمكن أن يقص أو يقطع أو يفرم أي شيءٍ مثلاً.
إذاً هكذا هم أهل دمشق مبدعين على الدوام , و الصعب الحاد هو أمرٌ مطواعٌ بين أناملهم الساحرة و عقولهم النيرة.