فنٌ عمره مئات السنين، توارثته الأجيال، ليمتزج الحاضر مع الماضي فيخلق حالةً إبداعية، ويصف أصحاب هذه المهنة عملهم، بالشعر، لأنه يحتاج إلى حسٍ عالٍ جداً.
صناعة الشرقيات في سورية لم تعد تقتصر فقط على أصحاب المهنة الذين نعتقد أنهم يجب أن يكونوا كباراً في السن، فهذه المهنة انتقلت إلى الأبناء لتتجسد بروحٍ شبابية عبر صورةٍ متكاملة تنسج تاريخاً طويلاً.
يُعرف مصطلح الشرقيات بأنه مصطلحٌ ينسب إلى بلاد الشرق، وهي حرفةٌ عرفها الشرق منذ أقدم العصور، وتميز كل بلدٍ عن الآخر في صناعتها ,وذلك حسب المواد الأولية المتوافرة فيها، كالألوان النباتية، والحيوانية، لصباغة الصوف والقطن، وشعر الماعز، لذلك هذه الحرفة تتميز بشيءٍ مختلفٍ من بلدٍ إلى آخر.
ففي سورية تصنع الخشبيات وتطعم بالصدف، أما في دولٍ أخرى، فيكون التطعيم بالفضة، ومنهم من يطعهما بالذهب، وذلك حسب طلب الزبون، حيث انحصرت صناعة الشرقيات في سورية بين حلب ودمشق لخصوصيتهما، من حيث الموقع والحضارات التي مرت عليهما.
صناعة الشرقيات عالمٌ من الخيال، يأخذك إلى أماكن غادرناها وغادرتنا، ولكن عبقها وإرثها ما زالا حاضرين بيننا حتى هذا اليوم.