شارك
|

"المولوية" تقاليد الفنّ الجميل

تاريخ النشر : 2017-02-27

 

تشتهر سورية منذ القدم وحتى الآن بحلقات رقصة “المولوية” التي يقوم بها الدراويش على أنغام الموسيقى الصوفية والتي يعتبرها الناس اليوم فناً قائماً بحدّ ذاته أكثر من كونها تقليداً رغم أنها لم تنشئ في سورية لكنها وصلت إليها واستمرت.

 

ويعتبر أول من أسس هذا الفنّ هو “جلال الدين الرومي” المولود في خراسان والذي ألف آلاف أبيات الشعر التي تتحدث عن العشق والاتحاد بين العاشق والمعشوق، والتي ألهمت الطريقة “المولوية”.

 

وبعد مرور سبعة قرون على وفاته، لم تفقد كلماته سحرها، بعدما تُرجمت لكافة اللغات وأصبحت الأكثر مبيعاً في العالم، ولا تزال الرقصة “المولوية” الشهيرة التي ابتكرها تُمارس حول العالم وهو الذي رأى ضرورة ظهور دعوة تهدف إلى الحفاظ على الإسلام بصورة جميلة بعيداً عن التشدد والتعصب .

 

وانتشرت “المولوية” في بلاد الشام وأكثر من اشتهر بها حلب ودمشق وكان لها جوامع وزوايا منها جامع “المولوية” في منطقة” باب الفرج”، وكانت تقام لها حلقات ليلية وأكثرها في شهر رمضان.

 

ويقوم برقصة المولوية “الدرويش” أو الفقير الذي يرتدي عباءة سوداء تسمى حّركة، وتدل على العالم المادي أو القبر ويضع طربوشاً طويلاً من اللباد الخشن يسمى (القلبق) وهو يرمز إلى (شاهد القبر)، وألبسة بيضاء فضفاضة تدل على الروح .

 

وكل حركة من اليدين والقدمين والرأس لها معنى ودلالة خاصة والدوران عكس عقارب الساعة دليل على تبادل الليل والنهار, وهم يدخلون الساحة بعباءة بنية بلون التراب دليل على الأرض .

 

ويبدأ الدرويش بالدوران على أنغام الموسيقى الصوفية بطريقة فنية خاصة و ينزع عنه العباءة السود “دلالة على خلاصه من الواقع المادي”، وتظهر ألبسة بيضاء، ويبدأ بالدوران على ايقاعات الإنشاد الديني.

 

ويكون دوران الدرويش سريعاً، فتنفرد ألبسته الفضفاضة، وتصبح نتيجة الدوران السريع مرتفعة عن الأرض، وتعني أن روحه ارتفعت عن العالم المادي.

 

ثم يطلق يديه إلى الأعلى دلالة على اندماجه في مشاعر روحية سامية ترقى بنفسه إلى مرتبة الصفاء الروحي التي تأخذه إلى الوجود الإلهي ثم تعود من هذه الرحلة الروحانية إلى العالم المادي بحيث يستطيع “الدرويش” أن يحب كل إنسان ويقوم بخدمته.

 

وكان أتباع الطريقة المولوية في سورية انطلقوا إلى كل أنحاء العالم لإحياء مجالس الذكر والاحتفالات الدينية بطريقتهم المميزة وأسلوبهم الروحي المتقدم، واشتهروا بشكل كبير في الإنشاد والعزف والرقص على أنغام الناي والذكر والإنشاد.

 

ومن أشهر المنشدين الدينيين حمزة شكور وسليمان داوود وتوفيق المنجد وغيرهم ممن أحيوا ليالي رمضان وليالي الاحتفالات الدينية في العالم أجمع ويعتبر يوم 17 كانون الأول من كل عام يوم المولوية لأنه يصادف ذكرى وفاة مؤسس الطريقة المولوية جلال الدين الرومي.

 

ويتم الاحتفال فيه بطريقة مميزة وإنشاد أشعار صوفية رفيعة ويستمر الرقص فيه على مدى ساعات لتغدو المولوية جامع بين الفن الموسيقي والرقص المميز والابتهالات الروحية ولتكون دمشق مصدراً أساسياً للفن الإسلامي الجميل البعيد عن التعصب والمعتقدات البالية.

 

وانتشرت “المولوية” اليوم في جميع أنحاء العالم على اعتبارها فناً جميلاً مع موسيقى نقية، ولكن الرقصة اندثرت في بعض البلدان ولم يبقى غير الموسيقى الصوفية التي كانت ترافقها وال


عدد القراءات: 12038