تشتهر محافظة الحسكة بالعديد من الصناعات اليدوية والمحلية، فمنذ خمسينات القرن الماضي ومحافظة الحسكة من المحافظات الأولى في العديد من الصناعات التي تأتي في مقدّمتها النسيجية والغذائية.
والنشأة الأولى لهذه الصناعات اليدوية في الحسكة تزامنت مع ظهور الزراعة في المنطقة، وذلك إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على قدم الصناعات اليدوية في المحافظة، فبعد أن انقرض المحراث الزراعي القديم بدأت خيوط الصناعات اليدوية بالظهور، وتجلّت في بعض الصناعات التي تحقق الاكتفاء الذاتي لأهالي القرى والبلدات المجاورة لمركز المدينة في المنطقة، فكانت صناعة المكانس والألياف والبسط اليدوية، بالإضافة إلى العديد من المناخل، التي كانت تستخدم في الصناعات التموينية، حيث إنّ العديد من الطبقات الريفية والورشات الريفية الصغيرة أساس هذه الصناعات التي تعتمد على مواد أولية بسيطة وغير مكلفة.
وإلى جانب الصناعات النسيجية، تشتهر محافظة الحسكة بصناعة اللباد، الـذي يعتمد على ضغط الصوف بالطرق اليدوية أو الآلية، وهي من الصناعات العريقة في المحافظة، ومن صناعاتها الشعبية التقليدية صناعة «العُقُل العربية»، وهي من متمّمات الزي البدوي ومن العناصر الرئيسية في اللباس الريفي في المحافظة، وأيضاً صناعة البسط، وهي على أنواع، فمنها المنسوجة من الصوف يدوياً، وبواسطة أنوال فردية، أو من بقايا الأقمشة، وترتبط بها حِرَفٌ منزلية في طريقها إلى الانقراض؛ كصناعة الزرب، وهو على شكل سياج من متمّمات بيت الشعر ينسج من قصب الزلّ أو عيدان شجر الصفصاف الذي ينبت على ضفاف الخابور، وبعد التوسّع في الزراعات المروية، أضيفت ملحقات أخرى للصناعات الزراعية، كـ الخطاطة لتمشيط التربة، وآلة التكسيب، ونثارة السماد، ما أدّى إلى التوسع بالزراعات المرويّة في المحافظة.
وتبقى هذه الحرف تعبّر عن تراث وأصالة الحسكة