شارك
|

جول جمال.. أسطورة الشهادة السورية

تاريخ النشر : 2015-07-15

ولد جول جمال عام 1934 في قرية "المشتاية" غربي حمص، وانتقل هو ووالديه للعيش في "اللاذقية". وتخرج من الكلية البحرية عام 1956 محققاً المرتبة الأولى على دفعته من الضباط السورين الذين كانوا معه في البعثة ليصبح الملازم ثاني "جول جمال".

 

بدأت الأحداث تتعقد بعد القرار الشجاع الذي اتخذه الراحل "عبد الناصر" في شهر تموز من العام نفسه بتأميم قناة السويس كشركة مساهمة مصرية الأمر الذي أثار غضب الدول الاستعمارية الثلاث فرنسا وبريطانيا وإسرائيل التي قامت بعدوانها الثلاثي على "مصر" بتاريخ 26/11/1956، وفي هذه الأثناء لم يكن "جول" ورفاقه في البعثة العسكرية السورية قد غادروا مصر بعد لأن القيادة السورية ارتأت إبقاؤهم من أجل تدريبهم على زوارق طوربيد حديثة استوردتها "مصر".


وخلال فترة الحرب كانت المدمرة الفرنسية "جان بار" أو" تنين البحر الأبيض المتوسط" تقترب من الشواطئ المصرية وكان هدفها الأساسي هو تدمير ما تبقى من مدينة "بور سعيد" المصرية .وعندما علم "جول" بطلب القيادة المصرية تشكيل فرق فدائية، دخل إلى مكتب قائده "جلال الدسوقي" وطلب منه أن يسمح له بالمشاركة في العمليات العسكرية لكن قائده اعترض على ذلك كون اللوائح العسكرية لا تسمح لأي أجنبي أن يقوم بدوريات بحرية، لكن "جول" أصر على طلبه بالمشاركة وهو يقول له كما ورد في مذكرات وزير الإعلام المصري في ذلك الوقت: "عندما أرى شوارع الإسكندرية كأني أرى شوارع "اللاذقية".. وأنا لا أرى بلدين أنا أرى بلد واحد".

 

وفعلاً تمت الموافقة على طلبه واشترك معه في هذه العملية ضابط سوري اسمه "نخلة سكاف" من "اللاذقية" وضابط مصري وتم وضع الخطة على أساس أن يقوم "جول" بالعملية أولاً وإذا لم ينجح يأتي الضابط المصري وأخيراً يأتي دور "نخلة اسكاف"، وأثناء اقترابه من المدمرة الفرنسية استطاع "جول" أن يصل إلى نقطة الصفر أي النقطة الميتة التي لا تستطيع مدافع المدمرة الوصول إليه منها وهكذا استطاع "جول" أن يصل إلى المدمرة الفرنسية وينفذ عمليته الفدائية التي أدت إلى استشهاد البطل "جول" وغرق "جان بار" فخر البحرية الفرنسية آنذاك وعلى متنها /88/ضابط و/2055/ جندي بحرية مؤكداً بذلك وحدة المصير العربي.


عدد القراءات: 12883