شارك
|

فريق أمل.. هذا الجيل خرج معافى من الحرب

تاريخ النشر : 2015-09-01

ربما لم يعد يتمكن أحد من إنكار أن الحرب التي تشنها مئات الدول على سورية تركت أصعب أثر نفسي ومادي وعاطفي في صميم السوريين، فمنهم من نزح ومنهم من تهجر ومنهم من سافر إلى خارج البلاد، وأغلبهم بقي في سورية يواجه ضغوطات هذه الحرب ويقاوم الأثر الذي تركته عليه وعلى أحبته.


وإن أصعب ما يمر به السوريون اليوم هو حالة الإحباط التي بدأت تصيب البعض، وخوفهم على الجيل الشاب القادم من ثقافة الحرب، هذا الجيل الذي عاصر ما لم يعاصره أي شعب شاب في العالم كله، لا في التاريخ المعاصر ولا القديم.


من هذه النقطة ومن منطلق هذا الخوف على أبناء سورية، انطلق في مدينة السلمية، فريق شاب يافع، يتدفع حماسة للحياة وحباً للسلام، ومن أجل أن يثبت لكل العالم أن سورية لا تشيخ، وقلبها نابض أبداً بالحياة والحب، وأطلق هذا الفريق على نفسه اسم "فريق أمل التطوعي".


تأسس فريق أمل التطوعي على يد رشا حويجة وعلي مجر وهما عضوين في جمعية أصدقاء سلمية الأهلية، وكان برفقتهم بعض الشابات والشباب الذين أطلقوا شرارة الفريق، والتقى موقع Syria In بالشابة زينة خربيط، إحدى مؤسسات فريق أمل، التي قالت لنا بأن الفريق ما زال يافعاً شاباً كأعضائه، فهو لم يتم الثلاثة أشهر من عمره بعد، واستهلت كلامها بالقول " هدفنا إعادة الأمل للناس وللأطفال، هدفنا أن ننفض الكسل ونبدأ بالنشاط، وأن نزين ونلون مدينتنا (سلمية) ونغمرها بالفرح والجمال".


ولأن الفريق أهلي بامتياز، فقد أكدت زينة أن تمويل النشاطات يتم من خلال الأهالي على الأغلب، ومن أعضاء الفريق بشكل خاص، بيد أن جمعية أصدقاء سلمية تدعم الفريق بالمعدات والمستلزمات، وهناك وعود من أبناء سورية في المغترب بدعم الفريق أيضاً، ولكن الفريق ما زال في بداياته بعد.


ثقافياً يحضر الفريق حالياً لتقديم مسرحية على مسرح المركز الثقافي في السلمية بعنوان "سقوط المطر"، وهي من تأليف وإخراج وتمثيل أعضاء الفريق وعلى رأسهم رشا حويجة، حيث استفاد المنسقون من مواهب الأعضاء واهتماماتهم، وفي هذا الجانب بدأ أعضاء الفريق بالعمل على طرح الأغنية الأولى لهم، من أجل بث الأمل والإقبال على الحياة، وستكون الأغنية بصوت الشاب باسل الحلو، أما التسجيل والعزف فإن أعضاء الفريق بآلاتهم الموسيقية وبتجهيزاتهم الصوتية سيتكفلون بالعمل.


وحسب تراتب الأولويات فقد قام الفريق في بداية نشاطاته بتنظيف شوارع المدينة، وإعادة تأهيل المنصفات الطرقية والأرصفة، وانطلق بعد ذلك إلى تلوين الحدائق والجدران العامة متقاسماً هذه المهمة مع فرق أخرى في المدينة، وفي بادرة ذكية من أعضاء الفريق وفي محاولة لكسر الروتين قام الفريق بزيارة بعض المؤسسات والإدارات الحكومية، وترك لمسته الفنية اليافعة هناك، حيث قاموا بتنظيف المؤسسات وإعادة تأهيلها وتلوين جدرانها بمساعدة الموظفين فيها.


وتختتم خربيط بالقول إن الفريق الذي يضم أعضاء تتراوح أعمارهم بين 14 و 24 ، ورغم حداثة تأسيسه إلا أنه استطاع أن يزرع الأمل والبسمة والبهجة في قلوب ووجوه أبناء المدينة، وخاصة في النشاط الذي أطلق عليه اسم (يوم الأمل) حيث قام الأعضاء بالتجول على أبناء المدينة صغيرهم وكبيرهم وقاموا بتوزيع الحلوى وبطاقات تذكارية تحمل عبارات ملؤها الأمل وحب الحياة للكبار، فيما تم إهداء الأطفال بوالين ملونة بالإضافة إلى بطاقات رسمت عليها "سمايلات" جميلة وضاحكة وبعض الألعاب، ثم تؤكد زينة أن الفريق ما زال في بداية انطلاقه وفي مخططه عشرات النشاطات والأهداف التي يعمل عليها ويريد تحقيقها على أرض الواقع، "فقط من أجل أن نثبت للعالم، أن هذا الجيل خرج معافى من هذه الحرب الكونية على سورية، وأنه قادر على بناء وطنه في المستقبل".

 

المعتصم‬ خربيط


عدد القراءات: 10543

اخر الأخبار