شارك
|

معرض للصور التراثية يعيد ماضي سلمية إلى الذاكرة

تاريخ النشر : 2022-10-30

ساهمت جمعية أصدقاء سلمية في مدينة سلمية بحماة بإحياء التراث السلموني الغائب عن عيون أصحابه من جديد، من خلال عرض صور تراثية متنوعة تعرض لأول مرة في جمعية أصدقاء سلمية، تم جمعها من الجامعات الأجنبية وأرشيف أهالي المدينة وذلك لإسقاط الضوء على عراقة المدينة وتصاميمها المعمارية المميزة ولتكون كمنشط للذاكرة .

 

التركيز كان موجهاً على قلعة سلمية المهدمة والتي لم يبقَ منها حالياً سوى بعض الحجارة إذ أنشئ مكانها سرايا في زمن الاحتلالين العثماني والفرنسي التي أيضاً هدمت عام ١٩٧٠ وأنشئ مكانها سرايا حديثة ويعود سبب هدم القلعة إلى الطوفان الذي حدث بالمدينة عام ١٩٠٥ والذي غمر البيوت الطينية فأمرت قائمة حماة عام ١٩٠٦ بفك حجارتها الزرقاء ليبنى منها منازل لأهالي المنطقة ولم يتبقَ منها في وقتنا الحاضر سوى بعض بقايا السور .
كما احتوى المعرض على مجسم بسيط صنعه مصطفى رزق مصطفى من أجل توضيح معالم القلعة التي حصل على تصميمها من الصور والوثائق التي يمتلكونها وأحاديث الكبار ليخرج بهذا الشكل الرائع، وقد  استغرق عمل المجسم سنة وأربعة شهور، وذكر معلومات عنها بأن ترميم القلعة الأخير كان بالعصر الزنكي ليصبح تصميماً هندسياً إسلامياً، وبهذا الترميم أخذت الزوايا شكلاً سداسياً لتكون أمتن بالحروب وتكون محمية أكثر، وقال: إن الهدف من المجسم هو إطلاع الناس على معالم القلعة الداخلية والخارجية التي لا يعرفها سوى القليل منهم والتذكير المحزن الدائم بأن السرايا بنيت على حطام قلعة مهمة للمدينة.

من جهته تحدث معن أحمد أحد القائمين على المعرض عن فكرة المعرض الذي أضاء الواقع المعماري السابق لمدينة سلمية بفترات متتابعة إذ يحتوي المعرض على صور أرشيفية منذ عام ١٨٩٩ تم جمعها من جامعات أجنبية عن طريق محمد الدبيات المقيم في الخارج لمستشرقين ألمانيين وسويسريين وأستراليين مثل (ماكس فون أوبنهايم وكروسبي ديكارت) ومن اللجنة الطبية التي جاءت للمنطقة إضافة لما التقطته طائرات فرنسية ومن مصادر عربية من أرشيف سكان المنطقة (جميل الضحاك وعلي حيدر الكردي وإسماعيل تامر) وغيرهم من المصادر .

فقد ذكر معن أن المعرض ضم صوراً لبعض المنازل السلمونية الطينية القديمة ذات القبب بكل تفاصيلها، وصوراً لساحة سلمية سابقاً وقلعة شميميس وهي القلعة الدفاعية عن قلعة سلمية لكونها مقامة على جبل من سلاسل جبال العلا على طريق تجاري قديم وهي مبنية من الحجارة البازلتية التي بقيت موجودة ليومنا هذا، وصوراً لملاقاة الأمير علي شاه ومنزل مصطفى ميرزا الذي كان باستقبال الأمير وصوراً لمدحلة بخارية قديمة في سلمية تعود لعام ١٩٤٢، وذكر أن المعرض أظهر الطابع المحلي من خلال صور التقطها أهالي الحي قديماً لمدرسة العروبة والطالبية والمدرسة الزراعية ولمدرّسين وتلاميذهم إضافة لصور بشارع حمص في المدينة والسرايا القديمة التي بنيت على حطام القلعة ومزار الخضر الواقع شرق جبل عين الزرقا، كما احتوى المعرض على صور لمطعم الجندول ومطاعم أخرى إضافة للكراج الذي أنشئ في الساحة إذا احتوى على مركبات بسيطة جداً لنقل السكان وصور لمجموعة كشافة شبان وغيرها من المشاهد الأثرية اللطيفة الجذابة.

    

وأضاف معن: هذا المعرض غايته الأساسية هي الشباب وتثقيفهم بفن أجدادهم وماضيهم الجميل وإنعاش الماضي من جديد وإظهاره للعالم أجمع من خلال الصور والمجسمات وتسليط الضوء على الفن المعماري البسيط اللافت للانتباه وتعريف الناس بتصميم القلعة الداخلي والخارجي، كما دعا الأهالي الذين يمتلكون ما يضيف إلى هذا المعرض أن يقدموا ما لديهم، فالمعرض لم يتوقف هنا بل سيكمل بصور ومجسمات جديدة .
واختتم القائمون على المعرض: لا بدّ من إقامة متحف لسلمية وآثارها ولا بدّ من الاهتمام بما بقي من الآثار ومنع هدمها لإقامة مبانٍ حديثة، فالماضي هو المرشد لنا والطريق الصحيح لنجاتنا.

 


عدد القراءات: 2803

اخر الأخبار