يزعم باحثون في ألمانيا أنهم عثروا على أول زوج من عيون الثدييات التي يمكنها "رؤية" المجالات المغناطيسية، في منطقة متنامية ولكنها ما تزال غامضة للبحث في "حاسة سادسة" محتملة.
ولطالما اشتبه العلماء في أن الحيوانات مثل الطيور، يمكنها بطريقة ما استشعار الحقول المغناطيسية واستخدامها للتنقل، بينما يشير بحث جديد إلى أن الكلاب تتنقل أيضا باستخدام الإدراك الحسي الزائف الإضافي.
وتشير إحدى الدراسات الحديثة إلى أن البكتيريا المغناطيسية، التي تعيش داخل الحيوانات، قد تفسر هذه القدرة الخارقة. حتى أن بعض العلماء يفترضون أن البشر قد يمتلكون حاسة سادسة مغناطيسية.
وعلى الرغم من كل هذه النظريات المثيرة للاهتمام، ما يزال العلم عاجزا عن تفسير الآلية البيولوجية التي تدعم هذه القدرة الغريبة على "رؤية" الحقول المغناطيسية.
والآن، ومع ذلك، يقترح باحثون من جامعة "دويسبورغ إيسن" في ألمانيا، الذين يدرسون فئران الخلد (Fukomys anselli) وسيلة أخرى يمكن للحيوانات أن تتنقل بها في الظلام.
ويبلغ قطر عيونها 2 ملليمتر فقط، وتستخدم إلى حد كبير للتمييز بين الضوء والظلام، ولكن ليس أكثر من ذلك.
ويقول عالم الحيوان والمعد الرئيسي، كاي كاسبار: "إنها لا تتحرك بالرؤية. الرؤية غير مهمة إلى حد ما بالنسبة لها".
ولاختبار الطريقة التي شقت بها فئران الخلد طريقها عبر الأعماق الضبابية المظلمة، التي يسمونها المنزل، أزال العلماء جراحيا عيون الفئران (وهي عملية تسمى الاستئصال).
وأكدت الاختبارات التي أجريت على هذه الحيوانات نفسها بعد 18 شهرا، أن الحيوانات التي خضعت لعملية الاستئصال، لم تتصرف بشكل مختلف عن جرذان الخلد الأسيرة الأخرى التي ما زالت لديها أعينها.
وقام الباحثون بعد ذلك بإنشاء مناطق تعشش يمكنهم من خلالها التحكم بدقة في المجال المغناطيسي، لاختبار مجموعتي الحيوانات.
وكتب الفريق "خلصنا إلى أن إزالة العين أدت إلى ضعف دائم في الإحساس المغناطيسي. ودراستنا هي الأولى من نوعها للتعرف على العضو المستقبلي للمغناطيسية في الثدييات".
ويقترح كاسبار مزيدا من الفحص التفصيلي لعيون فئران الخلد باستخدام المجاهر الإلكترونية، لمعرفة مكان المستقبلات magentoreceptors المراوغة بالضبط وكيف تعمل بدقة.