شارك
|

"طيبة العلوش".. أوّل مدرّبة كفيفة لتعليم لغة "برايل"

تاريخ النشر : 2021-09-25

رغم أنّها وُلدت كفيفة ولم تنعم بحاسة البصر، إلا أنّ "طيبة العلوش" لم تنكسر أمام إعاقتها، ومضت في حياتها متفائلة متفانية، وواصلت مشوارها في الحياة لتجني ثمار جدّها واجتهادها، بعد أن تمّ اختيارها بعد سنوات من المثابرة والدراسة، كأوّل مدربة لتعليم المكفوفين لغة "برايل" في محافظة "الحسكة".

 

تقول "طيبة": «ابتعدتُ وأنا صغيرة عن أهلي وناسي وقريتي، كانت سنوات صعبة جداً خاصة في الفترة الأولى، لكن لا بدّ من تضحية، العلم يستحق ذلك، تجاوزتُ كافة المراحل الدراسية، بدءاً من الابتدائيّة، مروراً بالإعدادية والثانوية، انتهاء بالشهادة الجامعيّة في كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة، قسم اللغة العربيّة في جامعة "دمشق"، بذلت قصارى جهدي للتفوق والتميز، وأشاد بذلك المدرسون في مختلف المراحل».

 

لم تقف الإعاقة يوماً في طريق حياتها بل كانت دافعاً لها لتحقيق طموحاتها، فبالتزامن مع دراستها، جرى تعيينها في جامعة "دمشق" ضمن مركز للمكفوفين، اختصت بكتابة المحاضرات وتوزيعها على الطلاب المكفوفين، بعد أن خضعت لدورة لتعلم الكتابة على "التاب" والطابعة بإشراف مدرب من "مصر".

 

وتضيف: «لم أكن في يوم من الأيام ضعيفة أمام إعاقتي، حققتُ كل أهدافي في الحياة، أثبتُ للمجتمع والمكفوفين بأن طريق العلم وتحقيق النجاح سالك لنا ولأمثالنا، فقد تأهلتُ من زوج سليم ولديّ ثلاثة أطفال، اثنان منهم مكفوفا البصر أيضاً، انضما إلى مركز "بيسان" تعليم المكفوفين في مدينة "القامشلي" لأكون أول مدربة لتعليم هذه الشريحة على مستوى المنطقة لغة "برايل"، وهي نظام الكتابة المستخدمة للمكفوفين أو ضعاف البصر عن طريق اللمس، ليست لغة بمعنى الكلمة، إنما طريقة في الكتابة لتسهيل القراءة للمكفوفين وضعاف البصر».

 

يذكر أن "طيبة العلوش" من أهالي قرية "التنورية" في ريف "القامشلي"، مولودة عام 1977.


عدد القراءات: 9918