شارك
|

ناديا شومان والأدب الراقي الأنيق

تاريخ النشر : 2021-09-11

ناديا شومان ابنة اللاذقية تولد 1926، عاشت حياتها على الحب والبساطة والأخلاق والالتزام بالتقاليد وعاصرت المرحلة الأخيرة من الانتداب الفرنسي على سورية, نشأت ضمن أسرة مثقفة وأخوة أطباء أشادوا لمكتبتهم المنزلية البنيان لتعتمر بأصناف الكتب والروايات بلغة عربية وأجنبية, لتغرف بكل ما في نفسها وفكرها من شغف للقراءة من أمهات الكتب وأخواتها, و كانت قد بدأت الكتابة في بعض الأفكار وترجمت (خطيئة الآخرين) انشغلت بالأولاد ونسيت نفسها لبعض حين وكانت قد أولعت بصغارها  الستة حب القراءة بعين شرهة وخجلة ليشبوا عليها فكانوا رجال علم (طب وهندسة) ورجال فكر وأدب (روايات وشعر) كبروا بأحلامهم التي حملتهم خارج بلدهم بشهادات تميز ونجاح. وهم عبد المجيد مقيم في باريس، والدكتور ماهر مقيم في لندن، وسوسن مقيمة في أميركا، والمرحومة المهندسة دنيا، والمهندس رامي، والمهندسة ندى منزلجي مقيمة في لندن.

 

الكاتبة ناديا شومان روائية ومترجمة حاملة شهادة إعدادية باللغتين العربية والفرنسية وتابعت تثقيف نفسها عبر القراءة الشغوفة باللغتين تقرأ في الشهر ثلاثة كتب كحد ادنى وأهم مؤلفاتها:

 

"زمن الياسمين" , دار المبتدأ للدراسات والنشر

 

"خُطى كتبت علينا", دار الحصاد للطباعة والنشر

 

"بقايا الهشيم ", دار الحوار للنشر والتوزيع

 

"شال حرير في مهب الريح " , دار الحصاد للطباعة والنشر

 

بالإضافة الى العديد من الروايات المترجمة  منها ( فتاة, السعادة الثالثة, تحدي أولغا, الحج إلى الينابيع) وكانت الأخيرة الأشهر والأطول والأصعب ونشرت مقاطع من ترجمتها في جريدة الشرق المتوسط والقدس حتى بعض النقاد وصفوها بأنه أفضل الكتب المترجمة.

 

نالت جائزة العلامة خير الدين الأسدي السنوية الإصدار السادس لتميزها في توثيق مدينة اللاذقية في روايتها (خطى كتبت علينا) من محكمة أصدقاء جمعية العاديات في كندا.

 

لم تسعَ شومان يوماً للشهرة ولم تغرها المظاهر وكانت كتاباتها لنفسها إلى أن شجعها أولادها بلزوم نشرها وسرعان ما حظيت بفرصها بجوائز لم تتوقعها وتأخذ روايتها التي كتبتها عام 1979 جائزة الأسدي.

 

تقول شومان شاكرة : "تحياتي لكم جميعاً وشكري العميق لكل القائمين على جوائز العلامة خير الدين الأسدي لجهودهم المباركة واهتمامهم بحفظ التراث اللامادي لسورية الحبيبة كل ما كتبته حقيقي لمسته ورأيته وعشته كانت اللاذقية مدينة صغيرة محاطة بالبساتين يغسل البحر قدميها وتسند ظهرها حارة القلعة وجامع المغربي والطابيات كتبت رواياتي لتسجيل تراث اللاذقية في خمسينيات القرن الماضي في محاولة لحفظه من الضياع ولتطلع عليه الأجيال القادمة وتعرف كيف كانت حياة مدينتنا كيف كانت الأسواق القديمة كيف كانت الحارات والمقاهي والطرقات والزواريب كيف كان تعامل لأهل والجيران والألفة والزيارات والسهرات والمساعدة في إعداد المؤونوفت الشعيرية كتبت عن بيئتي وأهلي وجيراني كتبت عن الخير والمحبة كما كتبت عن الظلم والقهر ويسعدني أن أكون قد ساهمت في حفظ تراث هذه المدينة العريقة التي أحب مرة أخرى ألف شكر وامتنان لكم أعزائي لالتفاتتكم الكريمة التي أضاءت قلبي في هذا الزمن الصعب" .


عدد القراءات: 9910

اخر الأخبار