شارك
|

أدهم البلعوس.. الرابطة السورية البريطانية عكست الصورة الحقيقية للسوري وأثرت في الرأي العام البريطاني

تاريخ النشر : 2015-09-07

حوار: المعتصم خربيط


تتشابه الجاليات السورية حول العالم بمشكلة واحدة وهي غياب السفارات والتمثيل الدبلوماسي في الدول التي قررت إغلاق سفارة الجمهورية العربية السورية فيها، إلا أن السوريين تمكنوا من تجاوز هذه العقبة، وخاصة الجالية السورية في بريطانيا، التي عملت على إيجاد بديل تمثل في إنشاء "الرابطة السورية البريطانية".
موقع Syria In التقى رئيس الرابطة أدهم البلعوس، للاستفسار حول نشاط الرابطة وأحوال أبناء الجالية السورية في لندن، وكان لنا معه هذا الحوار:


- هل يمكن أن نتعرف على هوية الرابطة السورية البريطانية؟


• عندما لم يعد هناك تمثيل شرعي للسوريين في بريطانيا بعد إغلاق السفارة السورية في لندن، بالإضافة إلى عدم وجود أي بديل كقائم بالأعمال في دولة أخرى مجاورة، ولذلك أصبح هناك ضرورة لتشكيل الرابطة السورية البريطانية كمؤسسة أهلية تتمكن من تمثيل السوريين، وقد أطلقنا عليها هذا الاسم لأن أغلب أعضاءها يحملون الجنسية البريطانية وهم من جذور سورية، نحن لا نحاول أن نأخذ دور أحد، ولا نقول أننا نمثل الجميع، ولكن نمثل الشريحة الأكبر من السوريين في بريطانيا.


- وكيف يتم التنسيق بينكم وبين الخارجية السورية؟


• لقد قمنا مؤخرا بمخاطبة وزارة الخارجية السورية من أجل إعلامهم أننا أصبحنا متواجدون على الأرض وذلك بعد تسجيل الرابطة قانونيا، وطالبنا الخارجية السورية بإنشاء أي جهة لمساعدة المغتربين السوريين سواء قائم بالأعمال في سفارة أخرى أو إنشاء قنصلية، أو أن تمدنا كأقل تقدير بكافة المعلومات والإجابات حول تسيير شؤون المغتربين، نحن نقدر تماما الحرب التي تمر بها البلاد ولكن من جهة أخرى هناك نحو 33 ألف مغترب سوري في بريطانيا يجب أن لا نهملهم، وكانت المهمة الرئيسية للرابطة هي توطيد أواصر العلاقة ما بين المغترب والوطن الأم، لا سيما أن هناك أطرافا تعمل على تفكيك هذه العلاقة.


- كيف بدأت الرابطة بنشاطاتها وفعالياتها؟


• لقد كان أول وفد دخل إلى سورية خلال الحرب هو وفد الجالية السورية في بريطانيا، وتضمن الوفد أطباء ومهندسين وشخصيات اجتماعية بلندن وأسر كاملة، وقمنا بفعاليات عديدة وهامة، منها دعم الليرة السورية فقد توجه أعضاء الوفد إلى البنك المركزي وقمنا بفتح حسابات بالعملة الصعبة وعمليات إيداع كبيرة بالعملة الصعبة، لا أذكر رقما محددا لحجم الإيداع ولكن كان الرقم كبيرا لأن عدد المودعين كان كبيرا. وزرنا أيضاً الجرحى في المشافي، وقد قام الإعلام السوري والتلفزيون السوري بتغطية زيارة الوفد على مدى أسبوع كامل بتغطية كاملة.


- ما الذي تقوم به الرابطة من أجل أن تعكس الصورة الحقيقية عن الإنسان السوري؟


• للسوري ميزة لطيفة جدا، وهي أنه فعال في المجتمع الذي يعيش فيه، ويندمج فيه بسرعة ويتحول بسرعة إلى عنصر منتج، وفي الحقيقة برأيي الشخصي، الجالية السورية في بريطانيا جالية رائعة، بكل معطياتها وبكل أطيافها وجميع توجهاتها السياسية، فرغم اختلاف العديد منهم في التوجه السياسي إلا أنهم ينتمون بإخلاص ووفاء إلى وطنهم الأم سورية وهو ما يجمعهم دائماً.. هم جميعاً فاعلون وقد وصلوا إلى مراتب مشرفة بكل معنى الكلمة، فهناك العديد من الأسماء التي يفخر بها السوري سواء في مجال الطب أو الهندسة أو التجارة، لذلك تجد سمعة السوري في بريطانيا سمعة جيدة جدا.


- هل تعمل الرابطة سواء بشكل إعلامي أو ثقافي على التأثير بالرأي العام البريطاني؟ أو تغيير أو إعادة تشكيل رأي الشارع البريطاني حول المسألة السورية؟


• هناك سوريون لديهم حظوة كبيرة وقبول عالي في بريطانيا، وعلى سبيل المثال لا الحصر الأب نديم نصار رئيس مجلس إدارة الرابطة، فهو بموقعه كمدرس في الجامعة وكرجل دين وكإنسان مثقف، يقوم بإيصال الكثير من الأفكار للشارع البريطاني أو للحكومة البريطانية، ورسائله تلقى رواجاً إيجابيا وتعمل أحيانا على تغيير الكثير من الأفكار، ومن ذلك الفكرة التي عمل الأب على توضيحها حول مسألة تسليح الجماعات المتطرفة، وكانت الفكرة تتمحور حول (إن قمت بالتسليح فمن هو المستفيد؟) إن أنا أعطيتك سلاحا فأنت سوف توجه هذا السلاح إلى ابن بلدك، ومن هو المستفيد يا ترى من هذه النتيجة؟... وللحقيقة كان هناك تأثير كبير على الخارجية البريطانية عبر هذا الطرح، وركزنا حينها على أن تقوم الحكومة البريطانية بدعم الحل السياسي بعيداً عن العنف، وقمنا بتأكيد أن سورية ليست بلاد حرب، بل هي بلاد سلام فرضت عليها الحرب، ويكفي أن سورية هي من أعطت الحرف والأبجدية للعالم.

 


- ولكن يبدو للمراقب من الخارج أن الشعب البريطاني في النهاية يتأثر برأي حكومته.


• بالعكس رأي الشارع البريطاني مختلف ومغاير لرأي الحكومة البريطانية، والدليل أنه وأثناء حرب العراق خرجت مظاهرة تضم مليوني شخص انطلقوا إلى الشارع كي يقولوا للحكومة لا تشاركي بالحرب، ورغم كل ذلك شاركت بريطانيا بالحرب ضد العراق، وكانت الجالية السورية مشاركة في المظاهرة انطلاقاً من الشعور القومي للوقوف بوجه الحرب ضد بلد عربي جار وشقيق وصديق.

 

- حسناً، وبالنسبة للجاليات العربية، خاصة بعد تعليق مشاركة سورية في جامعة الدول العربية، كيف كانت علاقة الجالية السورية بالجاليات العربية الأخرى؟


• علاقتنا مع الجاليات العربية بلندن جيدة جداً، والدليل الرفض الشعبي لكثير من الجاليات العربية للتجييش الإعلامي ضد سورية، وأذكر أيضا أن الجالية المصرية دعتنا للمشاركة بعدد من الفعاليات كالتجمع أمام مبنى السفارة الأمريكية بلندن، ودعينا مرة إلى اعتصام أمام مبنى الخارجية البريطانية بتنظيم من إحدى الجاليات العربية، وكنا نستجيب ونلبي الدعوة.


- العديد من الجاليات السورية حول العالم أطلقت حملات لمساعدة أبناء الوطن، ما دور السوريين في بريطانيا بمثل هذه الحملات؟


• المساعدات جاءت على الأغلب ضمن تجمعات فردية، وليست باسم الرابطة، من ذلك ما قام به عدد من أبناء الجالية السورية ببريطانيا بملء عدة شاحنات نقل بالمساعدات المختلفة وإرسالها إلى أسر شهداء وجرحى الجيش العربي السوري حصرا، أما باسم الرابطة فقد قمنا بنشاط واحد تمثل في إرسال مبالغ مالية إلى مجموعة من الأسر السورية الموجودة في الوطن الأم، وصلت إلينا أخبارهم عبر تواصلنا مع أبناء الوطن، ورغم أن المبالغ كانت صغيرة إلا أننا نقول إن أول الغيث قطرة، إذ أن هناك خطط متعددة لدعم الأسر السورية المتضررة مالياً.


- ماذا بخصوص ملف اللاجئين؟ خاصة وأن بريطانيا لم تفتح أبوابها أمام اللاجئين السوريين كما فعلت بعض الدول الأوروبية الأخرى؟


• بالنسبة للاجئين، فهذا الموضوع له وجعه الخاص وأعتقد أن ملف اللجوء عملية مدروسة لم تأت من فراغ، فهناك بأقل تقدير عشرات الآلاف من السوريين يخرجون يومياً من البلاد، وهذا له دلالة خطيرة جداً، وبوجهة نظري الخاصة أقول أن العدو ربما لم يكتف بتدمير ما دمره من سورية فتوجه إلى تدمير البنية التحتية الإنسانية، فبوجود الشعب ستكون قادرا على إعادة إعمار بلادك بأسرع وقت، فمدينة دبي مثلا بكل نهضتها العمرانية تم بناؤها بخمس سنوات، ولكن هل يمكن أن توجد في دبي إنساناً يوازي الإنسان السوري؟ برأيي يحتاج ذلك لأكثر من 200 عام، أخيراً أقول.. حمى السفر التي تتعرض لها البلاد اليوم أخطر من السنوات الخمس التي تعرضت فيها سورية لكل أشكال الحرب.


عدد القراءات: 6688