شارك
|

حلب.. من معبر "الموت" الى "الحياة"

تاريخ النشر : 2017-08-07

“ وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ وَنَرْقُصُ بَيْنَ شَهِيدْينِ “ .. وأي سيدة للحياة كحلب ..تحول “معبر الموت”، إلى “ معبر للحياة “ .. ساحة للأفراح والأعراس.

 

وأقيم منذ أيام في بستان القصر (معبر الموت” سابقاً)، عرس حلبي وزفة لعريسين أصرّا على إثبات عودة مدينة حلب للحياة ومحو آثار وذكريات مؤلمة شهدتها كافة أهالي مدينة حلب، ليتم نشر الكراسي البلاستيكية ببساطتها ضمن شارع المعبر، ويبدأ الحفل معلناً تغيير اسم “معبر الموت” إلى “معبر الحياة”.

 

ولمدينة حلب قصة حرب تفردت بها عن “معبر بستان القصر”، وهو المعبر الذي كان يفصل أحياء حلب الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية عن الأحياء المحتلة من قبل المسلحين المتشددين في الجهة الشرقية من المدينة.

 

و”معبر الموت” كان من أخطر المناطق في مدينة حلب وهو الطريق الوحيد الذي كان يسلكه الأهالي للانتقال بين طرفي المدينة المحتلة والواقعة تحت سيطرة الدولة السورية، في السنوات الأولى من الحرب، قبل أن يتم إغلاقه بشكل كامل في السنوات الأخيرة من الحرب.

 

ورأى العديد من الأشخاص، خلال حديثهم لتلفزيون الخبر أن “إقامة الحفل في منطقة المعبر هو أمر مميز وملفت، ورسالة كبيرة المعاني، وخصوصاً أن منطقة معبر بستان القصر تنتشر عنها مئات الصور التي تظهر الموت والخراب، وأصبح المعبر معروف عالمياً، ونشر صور للمعبر بأفراحه بدلاً من موته هو أقوى رسالة عن الانتصار”.

 

و قال آخرون: “إن الأمر بالفعل مميز ومفرح، لكن يجب أن لا ننسى رغم ذلك ما حصل من مآسٍ ودماء لأهالٍ نزفوا في المعبر بشكل ظالم، وويلات حرب كان المعبر أحد أهم أسبابها”.

 

وويلات المعبر سابقاً معروفة للقاصي والداني، عبر الاستهدافات التي كانت تقوم بها المجموعات المسلحة بقناصيها وقذائفها وحتى دباباتها للمدنيين أثناء عبورهم، “للتسلية”، بالإضافة إلى المبالغ المالية التي كانت تدفع لهم لقاء إدخال وإخراج البضائع من وإلى طرفي المدينة، ناهيك عن الاشتباكات المفاجئة التي كان يضغط المسلحون لوقوعها أثناء ساعات تواجد المدنيين.

 

وقصص معبر بستان القصر يطول ذكرها، إلا أنها لن تُنسَ من قبل أي شخص عاشها، والطريق الطويل للمعبر أصبح حالياً بعد تحرير حلب، مجرد خطوات قصيرة، تنقلك من مكان لآخر فقط، إلا أن في كل خطوة تخطيها وبكل زاوية تقع عينك عليها، هناك ذكرى تقتحمك، وأسراب وجوه لإناسٍ مضوا وآخرين نزفوا، ولحى مصطنعة حرقت ظلماً، لتحرق عدلاً.


عدد القراءات: 10052

اخر الأخبار