شارك
|

محمود البحرة (1908 - 1962 )

تاريخ النشر : 2015-08-25

محمود البحرة، واحد من أبرز رواد الحركة الرياضية السورية على الإطلاق، وكان أول مدرّس للتربية الرياضية في سورية يحمل مؤهلاً علمياً عالياً. وأول رياضي سوري يحضر الألعاب الأولمبية في برلين عام 1936.

 

وُلد محمود البحرة في دمشق، ولمعت مواهبه الرياضية منذ دراسته في المرحلة الابتدائية في مدرسة الكاملية عام 1920، حينما أبدى مدرس الرياضة رضا الحلو اهتمامه بموهبة محمود وبدأ في تنميتها، انتقل بعدها محمود إلى مدرسة «مكتب عنبر» لمتابعة دراسته، وبرز هناك في ألعاب الجمباز ورفع الأثقال واستفاد كثيراً من أستاذ الرياضة عزة الرفاعي الذي شجعه وساعده على شق طريقه نحو البطولة والتفوق.

 

وكان يتوجه بعد الدوام المدرسي إلى «مرجة الحشيش» على ضفة نهر بردى قرب ساحة الأمويين مع بعض أصدقائه ليتدربوا ويعرضوا فنونهم ومهاراتهم أمام الجماهير التي كانت تحضر خصوصاً للاستمتاع بمهارات الشاب محمود وحركاته البهلوانية الخطرة، إذ كان يقفز من فوق 12 شخصاً يركعون على الأرض في حركة طيران مدهشة من دون أن يمس أحدهم أو يقفز فوق 6 أشخاص واقفين خلف بعضهم ليهبط خلفهم بحركة بهلوانية مع لفة كاملة في الهواء وسط دهشة المشاهدين.

 

كما كان محمود يتدرب مع بعض أصدقائه على رفع الأثقال في «بستان الزين» في منطقة الحلبوني وسط دمشق.

 

بعد تخرجه من مكتب عنبر عام 1932 حاملاً الشهادة الثانوية، تمَّ تعيينه مدرساً مؤقتاً للرياضة في ثانوية تجهيز حلب من 1933 حتى 1937، فأبدى نشاطاً كبيراً في تطوير الحركة الرياضية في حلب ودفع بثانويته إلى الفوز على مدارس حلب كافة ومنها الكلية الأمريكية.

 

التحق عام 1938 بمعهد المعلمين العالي للتربية الرياضية في القاهرة على نفقته الخاصة وتخرج عام 1941، وحقق تفوقاً في أثناء دراسته.

 

عاد البحرة إلى دمشق، وتمّ تعيينه مدرساً للرياضة عام 1944 في مدرسة التجهيز الثانية في منطقة الحلبوني، وظهر نشاطه في عمله. وانتقل عام 1945 إلى ثانوية التجهيز الأولى، فأسهم في ظهور نخبة طلابه الذين أصبحوا أبطال سورية في عدد من الرياضات. وأنشأ فريقاً للجمباز أصبح معظم أفراده فيما بعد من أبطال سورية في هذه الرياضة، كما أنشأ فريقاً لألعاب القوى.

 

وفي أواخر الأربعينات من القرن العشرين عُيِّن مفتشاً للتربية الرياضية في مدارس دمشق، فأبدى نشاطاً كبيراً في إقامة المهرجانات الرياضية في نهاية كل عام، وبقي كذلك سنوات عدة عاد بعدها مدرّساً في ثانوية جودة الهاشمي ثم في دار المعلمين بدمشق.

 

مارس محمود البحرة ألعاباً عدة إضافة إلى الجمباز منها المصارعة الرومانية، وتفوق على أبطال سورية ولبنان كافة، وظل على عرش البطولة سنوات عدة، كما مارس رفع الأثقال وكان بطلاً لسورية في وزنه. كما كان محمود بطلاً ممتازاً في السباحة والغطس مستفيداً في ذلك من إتقانه للحركات الجمبازية، ومارس ذلك في مسبح المزة أول مسابح دمشق في أوائل الأربعينات.

 

مارس محمود البحرة التحكيم الدولي في رفع الأثقال والمصارعة والجمباز كما تولى تدريب أجيال عدة في هذه الألعاب، وترأس مجالس إدارات العديد من الأندية الرياضية واتحاد ألعاب القوى عام 1945، وأصبح عضواً في اللجنة الأولمبية السورية في الفترة من عام 1953 حتى 1958، ونال عدداً من الأوسمة وشهادات التقدير وأسهم في قيادة البعثات الرياضية المدرسية، وهي الدورة الثالثة في دمشق عام 1952 والرابعة في بحمدون في لبنان عام 1954، كما شارك في قيادة البعثات السورية إلى الدورات العربية الرياضية، وكان نائباً لرئيس البعثة السورية إلى الدورة العربية الأولى في الإسكندرية عام 1953، والدورة الثانية في بيروت عام 1957، والدورة الثالثة في الدار البيضاء عام 1961. ثم أصيب بعدها بمرض عضال ووافته المنية وهو في أواسط الخمسينات من عمره تاركاً فراغاً كبيراً في الرياضة السورية والعربية. 


عدد القراءات: 13424