المهندس حسني بن محمد بن سعيد عدي ولد في حماة عام 1921 م في منزل أسرته الكائن في حي تل الدباغة و هو من أسرة حموية عريقة متنوعة في نسيجها و معروفة بشخصياتها العلمية و الدينية و الرسمية و الأدبية والاجتماعية أيضا.
تلقى المهندس حسني عدي تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدارس المدينة الرسمية ونال الشهادة الثانوية العامة من مدارسها بدرجة ممتاز من وزارة المعارف (التربية والتعليم حالياً) و ذلك عام 1939 م.
و في المرحلة الجامعية انتقل إلى مدينة بيروت لدراسة الهندسة المدنية في الجامعة الأمريكية الشهيرة فيها وذلك عام1940م ، حيث تخرج من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1946.
وحصل على شهادة امتياز من الجامعة الأمريكية بالهندسة المدنية والتي كانت سلطاتها وشهاداتها تمنح من حكومة ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك.
عاد بعدها المهندس حسني محمد عدي إلى مسقط رأسه حماة ليكون من أوائل المهندسين المجازين في الهندسة المدنية من جامعة عريقة وفي عام 1947 م أسس أول مكتب هندسي خاص في المدينة وذلك في منطقة ساحة العاصي – بناء جامع المدفن حالياً حيث أنه صمم وأشرف وتعهد بالعديد من المشاريع الهندسية للمدينة من مكتبه هذا ..
ولقد تعهد لدى دائرة بلدية حماة مشروع بناء الساعة أمام دار الحكومة بموجب مناقصة طرحتها دائرة البلدية حينها.
وقد استلم مشروع الساعة في التاسع من شهر آذار عام 1947 م فكان هو المهندس صاحب التصميم المعماري و الدراس للمشروع و المشرف على تنفيذه أيضاً و قد سلم مشروع الساعة إلى البلدية بالكامل في التاسع و العشرون من كانون الأول للعام ذاته.
وبعد ذلك بسنتين عُين في دائرة البلدية لمدينة حماة -قسم الشؤون الفنية - وذلك في عام 1951 م
أما في عام 1955 أنتقل الى العاصمة دمشق وأسس مكتبه الهندسي المعروف في منطقة بوابة الصالحية – بناء الهلال الأحمر مقابل مبنى المحافظة، وبعدها تم تعيينه في محافظة دمشق كمهندس رأي وذلك للتحكيم في الأمور الهندسية العصبة.
وبالعودة للحديث عن دمشق فإن المهندس حسني عدي قد كانت له لمسته المعمارية الفريدة في المدينة حيث أنه ومن منتصف الخمسينات إلى أواخر الثمانينات صمم المهندس وأشرف على العديد من المشاريع والأبنية السكنية والتجارية والجوامع في أحياء دمشق واشتهرت أبنيته وعماراته التي نفذها أو أشرف عليها بتصاميم واجهاتها الخارجية والتي لاتزال موجودة لتاريخ اليوم في دمشق حيث أنها تشهد فرادة و روعة تصميمها الهندسي.
و قد أشرف على تدريب عدد كبير من المهندسين في مكتبه الخاص بدمشق الأمر الذي ساهم بردف الكوادر الهندسية بالعديد من الأسماء اللامعة في مجال المهنة و لازالوا يشهدون له بالإخلاص و يكنون له المودة و يمدحون تفانيه في عمله و بشدة تواضعه و عظم خُلقه.
و في الحادي عشر من شهر شباط عام 1988 م رحل أبو محمد المهندس حسني محمد عدي في دمشق عن هذه الدنيا الفانية و تم دفنه في مدينته حماة رحمه الله.
و الجدير بالذكر أن المهندس حسني تزوج من السيدة هيام قنباز شقيقة الأستاذ الأديب وليد قنباز، رزق منها ثلاثة بنات وولد هم الصيدلانية رولا حسني عدي، والمهندسة ريم حسني عدي، والصيدلانية رشا حسني عدي، والدكتور محمد حسني عدي (أخصائي تقويم أسنان).