شارك
|

حلويات سورية.. من الميدان في دمشق إلى الميدان في بروكسل

تاريخ النشر : 2015-12-08

قرب "غراند بلاس" أو الميدان الكبير، أهم معلم في العاصمة البلجيكية بروكسل، تشع من واجهة أحد المحال أنوار تجذب المارة، وتظهِر حلويات متعددة الأشكال والألوان، إنه متجر (حلويات نور سورية).


مالك المتجر هو المهاجر السوري عماد كركتلي من الجزماتية أشهر شوارع حي الميدان في دمشق، ترك سورية قبل 20 عاماً، وبات يحمل الجنسيتين الأميركية والألمانية، تخرج من مدرسة للطهاة في اختصاص المأكولات السريعة.

 

يقول كركتلي "هذه الحلويات من وسط دمشق، أردت أنا وشريكي أن نبقي على أصالة ما نعرض من بلدنا"، ويضيف بحزن "ذهب صديقي وشريكي إلى سورية لتحضير بضاعة أخرى للمحل فتناوله قناص إرهابي برصاصة وانتهت حياته بثانية".

 

عن حنينه إلى الوطن الأم سورية، يقول "نحن كسوريين تعبنا من هذا الدمار ونريد بحق أن نعيش بسلام. واسأل السوريين عن سبب هجرتهم وستجدهم يقولون أن إرهاب (داعش) هو الذي أفزعنا"، أما عن عمله في بلجيكا وتأثره بعملية باريس الإرهابية فيقول "هذا المحل لم تكن تمر دقيقة من دون أن يكون مزدحماً بالزبائن، الآن يمرون من جانبه وينظرون إلى الواجهة ويواصلون طريقهم، في السابق كان هؤلاء المواطنون، قبل أن يرعبوهم بذكر اسم سورية، يتناولون الحلوى الدمشقية وهم فرحون ويبتسمون مع شرب القهوة، ويدردشون معي ويمازحونني حول الثقافات والعادات والآداب العامة".


يذهب عماد كركتلي إلى الصلاة في موعدها، يعود منها ويقول "هذا التطرف في المواقف بين بعض أفراد الجاليات أسمّيه جهلاً وتخلفاً، فأخلاقنا أخلاق الرسول الذي عاد جاره اليهودي الذي كان يرمي القمامة أمام داره، علينا أن نحترم المجتمعات التي فتحت لنا أبوابها، نصيحتي للسوريين المهاجرين واللاجئين أن يتحلوا بهذه الأخلاق، فلا تبرير لأي أفعال منافية للقانون والذوق بدعوى العنصرية".


رغم ما يتعرض له محل كركتلي من خسائر فإن بعض المناطق التي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن وسط ميدان بروكسل لا تجد المطاعم السورية تعاني ما يعانيه كركتلي، ففي تلك المناطق يخرج الناس إلى المطاعم السورية بشكل اعتيادي، ويبقى في العاصمة البلجيكية نوعان من الخوف، أولهما يعيشه البلجيكي الذي يخشى من استهدافه بتفجير أو إطلاق نار، وثانيهما المهاجر الذي يشكو التمييز والعنصرية والخشية من هجمات اليمين المتطرف.


عدد القراءات: 15982

اخر الأخبار