شارك
|

حسام تحسين بيك وحكايته مع زوجته السوفيتية "ناتالي"

تاريخ النشر : 2019-04-23

 

ولد الفنان السوري حسام تحسين بيك في 22 نيسان عام 1941 في العاصمة دمشق عام 1941، ودرس في مدارسها ونشأ على عادتها وتقاليدها وكان يحلم بأن يكون طياراً حربياً، من ثم اكتشف حبه الكبير للتمثيل، وقام بالاهتمام بموهبته وتطويرها رغم العقبات التي واجهته.

 

بدأ تحسين بيك مشواره الفني بشكل جدي من خلال فرقة "أمية" للفنون الشعبية والاستعراضية حيث سبق وكان يعمل بفرقة رقص يلحن ويدرب اعضائها على الرقص والغناء رغم أنه لم يحترف الموسيقى والغناء أكاديمياً، من ثم دخل عالم الفن من خلال مشاركته الممثل السوري دريد لحام حيث عمل معه في بطولة العديد من المسرحيات منها "كاسك يا وطن، شقائق النعمان، ضيعة تشرين.."، وكان دريد لحام قد اكتشف موهبته عندما كان تحسين بيك يقدم أحد أدواره مع فرقة "أمية" على المسرح القومي وارتجل مشهداً كوميدياً، وبعد انتهاء العرض قال له لحام بأنه ممثلاً موهوباً من ثم عرض عليه المشاركة في أعماله، فقبل تحسين بيك وبرز في مسرح دريد لحام.

 

بعد بروزه في مسرحيات دريد لحام خاض أولى تجاربه الدرامية من خلال مسلسل "أيام شامية" الذي تم إنتاجه في العام 1992، وبعد حصده النجاح في العمل استكمل مسيرة مشاركاته في المسلسلات السورية، إلى أن صنع لنفسه خطا كوميديا خاصاً بدأه من مسلسل "عيلة ست نجوم" و"وعيلة سبع نجوم" و"عيلة ثمانية نجوم" حيث رسخ كل مجهوده في العمل، وأصبح بعده من أبرز الوجوه الكوميدية السورية، الى جانب الممثلة سامية الجزائري وباسم ياخور وأيمن رضا.

 

حرفية تحسين بيك تبدت بشكل خاص في "عيلة سبع نجوم" حيث كانت مساحة دوره أكبر ونجح في أن يجسد شخصية "أبو طمزي" بحرفية عالية رغم أن عمره لم يكن صغيراً، لكنه أجاد الدور بإتقان.

 

من خمس نجوم الى ثمانية نجوم كان حسام تحسين بيك حاضراً، بفكاهته وروحه الكوميدية، لكن موهبة تحسين بيك الدرامية ظهرت بقوة عندما انتقل من الكوميديا الى أحد أجمل الأدوار المركبة التي جسدها في مسيرته وهو دور "تحسين" في مسلسل "عودة غوار-الأصدقاء" الذي تم انتاجه في العام 1998، فظهر بشخصية الصديق الطيب والذي يملك نزعة لدخول عالم الكبار، فيستغل صديقه "غوار" ويشهد ضده زوراً ليصل الى نادي الكبار، وبالتالي يصبح رجل أعمال ذو سطوة ونفوذ.

 

نجح حسام تحسين بيك بأن يثبت بعد "عودة غوار" لجميع المنتجين أنه "الجوكر" أو الورقة الرابحة لكل الأعمال "الكوميدية، والدرامية، والشامية.."، فعاد مرة جديدة وأطل عام 2001 بأشهر الأعمال التي تم انتاجها آنذاك وهو مسلسل "يوميات جميل وهناء" الذي حقق نجاحات عربية كبيرة عند عرضه، وجسد تحسين بيك دوراً مميزاً فيه وهو صديق بطل العمل "أيمن زيدان" الذي يرشده للطريقة التي من خلالها يحقق حلمه بأن تصبح زوجته "نورمان أسعد" تغار عليه.

 

وفي العام 2004 أطل حسام تحسين بيك في مسلسل البيئة الشامية الشهير "ليالي الصالحية" بشخصية "أبو الفضل" وهو من يهتم بإنارة الحارة ولديه هم وحيد هو كيفية التخلص من التدخين، وقدم فيه أغنيات على طريقة "التمتمة".

 

أما في العام 2006 فقد شارك تحسين بيك في الجزئين الاول والثاني من مسلسل "باب الحارة" وتألق بدور حارس الحارة، من ثم رفض المشاركة في الأجزاء التالية من العمل، وعن سبب تركه العمل اشار تحسين بيك الى ان السبب هو اعتقاد صنّاع العمل أن من يشارك في هذا المسلسل يكون مديناً لهم، ويعود إليهم الفضل في نجوميته.

 

وعاد وانتقد باب الحارة في تصريحات أخرى حيث شبه تحسين بيك صناعه بداعش، واعتبر أن أحداث باب الحارة ليست من البيئة الشامية، والعمل يستخف بعقول الناس.

 

بعد باب الحارة كتب حسام تحسين بيك مسلسلاً سورياً يحكي البيئة الشامية بعنوان "الكندوش" يقع في ستين حلقة، ويرصد البيئة الشامية الحقيقية خلال فترة 1983.

 

وعند كتابته للعمل كشف تحسين بيك أنه كتبه ليصحح المبالغات والمغالطات التي يراها الجمهور في أعمال البيئة الشامية

 

الى جانب التمثيل، لم يهمل حسام تحسين بيك موهبته في التلحين والغناء، حيث أصدر العديد من الأغنيات ولحن الكثير من الأعمال التي أثنى عليها الكثير من النجوم خاصة أغنية "غزالي" التي اثارت إعجاب الفنان المصري سيد مكاوي.

 

ولعل أشهر اغنية قدمها تحسين بيك هي أغنية "ناتالي" التي كتبها ولحنها خصيصاً لزوجته، حيث كشف من خلالها عن قصة حبه الكبيرة لزوجته السوفياتية، التي تعرف عليها أثناء سفره للاتحاد السوفياتي (سابقاً) وطلب يدها من أهلها فلم يوافقوا، وعلى إثر ما حدث معه عاش فترة حزن كبيرة وكتب في هذه الفترة بالتحديد أغنية "ناتالي" وغناها بصوته وبُثت على اثير اذاعة دمشق، وعندما سمعتها ناتالي هربت من أهلها وأتت الى سورية وتزوجت من تحسين بيك وأنجبا الممثلة نادين تحسين بيك والممثل راكان تحسين بيك، وبعد سنوات قام تحسين بيك بتصوير الأغنية على فيديو كليب وأطل بها الى جانب زوجته ناتالي وابنته نادين تحسين بيك.

 

حققت أغنية "ناتالي" نجاحات كبيرة جداً، مما دفع بالعديد من الفنانين الى إعادة غنائها، ومنهم الفنان عاصي الحلاني، والفنانة ميادة بسيليس .

 

يعرف الجمهور نادين تحسين بيك عن كثب حيث سارت على خطى والدها وأطلت بالعديد من الأعمال، وهي اليوم من أبرز الأسماء السورية في عالم التمثيل، لكن الجمهور قبل سنوات قليلة تعرف على راكان تحسين بيك الذي دخل عالم التمثيل عن طريق المصادفة فكان يعمل في بداياته بالماكياج الدرامي، وانتقل بسعي من أصدقائه إلى عالم التمثيل من خلال سلسلة "كل شي ماشي" وعرف من خلال شخصّية "العجوز" الطريفة التي قدمّها خلال الأجزاء المتتالية من العمل.

 

من ثم قام راكان بالمشاركة بالعديد من الأعمال السورية، وبرز بالشبه الكبير بينه وبين والده.


عدد القراءات: 17200