تسمى باليونانية سرجيوبوليس لؤلؤة بادية الشام وتقع الرصافة على بعد ثلاثين كيلومتراً من مدينة الرقة في شمال سورية على نهر الفرات، وقد كان لها تاريخ وحضارة عريقة عبر العصور، وقد أسهم الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك في عمرانها وازدهارها فعُرفت بإسم: (رصافة هشام).
يوجد فيها الكاتدرائية الكبرى إذ يتوضع إلى جانبها وعلى جدارها الشمالي محراب ومنبر مسجد هشام الذي أحدثه داخل السور خلافاً لبقية منشأته العمرانية. وهي إحدى أجمل وأعظم ثلاث كنائس من القرن السادس لا تزال باقية سليمة إلى علو /15/ متراً، وهناك الكنيسة الكبرى (كنيسة الشهداء) التي تقع جنوب الباب الشمالي للمدينة.
ذكرت المدينة في المدونات القديمة ومنها الأشورية وتنازع عليها اليونان والرومان والفرس وفي الكتابات اليونانية، أوضحت لها قلاع منيعة تحميها من غزوات السانيين قبل أن تصبح من المدن التابعة لمملكة تدمر وسط سورية، التي امتدّت من شمال أفريقيا غربا إلى الخليج شرقًا.
وبحسب كتاب نشرته المديرية العامة للآثار والمتاحف بدمشق عام 1984م فأنها تبعد فقط خمسة وسبعين كيلومتراً عن قصر الحير الشرقي احتلها العرب الغساسنة لأهمية موقعها، ثم تحالفوا مع البيزنطيين لحمايتها من غزوات الساسانيين.
تثير ضخامة مدينة الرصافة شعور الاحترام والهيبة لدى كل من شاهدها وكانت قديما محط تقدير واحترام رجال القبائل، وتحتوى الرصافة على الكثير من المنشآت والأبنية الهامة إضافة لسورها الضخم وكنائسها والبازليك والكتدرائية والقصور وخزانات المياه الشهيرة الضخمة تحت الأرض وقناطر بمحاذاة سور المدينة، ومن مكتشفات وسير المدينة انه كان يوجد بها قديسان شهيران وهما القديس سرجيوس والقديس باخوس وهما جنديين سوريين من الرصافة دافعا عن المدينة واستشهدا في سبيل إيمانهم ودفاعهم عن المسيحية ومن كنائس الرصافة كنيسة القديس سيرجيوس وكنيسة الشهادة .
واشتُهرت بتعايش المسيحيين والمسلمين بدليل اكتشاف وجود عدة كنائس فيها، ومسجد له محرابان باتجاه الجنوب وشارع مستطيل محاط بأعمدة رائعة، وقد هُدمت إبان غزوات التتار كلياً.