شارك
|

ذكريات النسوة الدمشقيات تختزن بصندوق

تاريخ النشر : 2016-10-02

خاص - أدونيس شدود

 

اعتادت معظم العائلات الدمشقية على الاهتمام بأحد رموز التراث السوري العتيق، المتمثل بالصندوق الخشبي الكبير الذي حرصت النسوة دوماً على اقتنائه في جهاز العروس عندما تنتقل للعيش في بيت عريسها.


يحمل هذا الصندوق بداخله ذكريات ثمينة تصل إلى حد أن تمثل أسراراً للحياة لا تنسى.


تقول الجدة نهاد حتيتاني التي بلغت من العمر السبعين عاماً: "اعتدنا طوال السنوات الماضية أن نهتم بتزيين الصندوق الخشبي الذي حملناه معنا إلى بيت الزوج بعد أن غادرنا منزل الأهل".


تتابع السيدة الشامية : "مثلي مثل الكثيرات قمت بتزيين ذلك الصندوق بطريقة خاصة ورسوم جعلته مميزاً عما شابهه من صناديق أخواتي في العائلة، كنا نتنافس فيما بيننا بانتقاء الزخارف الجميلة أو حتى الكتابات العربية المنقوشة عليه".


ولاء حفيدة الجدة نهاد والمتزوجة حديثاً قالت بأنها تعرف الصندوق الخشبي المخصص لجهاز العرس جيداً، فهي تعودت على رؤيته في غرفة نوم والدتها وجدتها.


وعن الصندوق يتحدث الحرفي محمد عكام الذي عمل خلال سنوات طويلة على صنع الكثير منه، قائلاً : "يستخدم الصندوق لوضع أغراض العروس، من ملابس وعطور وزينة ومجوهرات ثمينة وأغطية للمفروشات، وتقوم الزوجة بالحفاظ عليه والاعتناء به كذكرى مهمة وغالية لها ولزوجها، وكان يتوارث بين الجدات والأمهات والبنات".


ويضيف الحرفي الدمشقي: " يصنع صندوق الجهاز بحسب الحالة المادية للزوج، وكلما ازداد الحجم والزخرفة كلما ارتفع شأن العروس، وتزداد تباهياً به أمام صديقاتها وأقاربها الذين يزورونها لمشاهدة المقتنيات، في حين يقوم أهل العروس بتقديم الحلويات والسكاكر للحاضرين عند فتح الصندوق وعرض ما بداخله".‏

 

هي تفاصيل مميزة ترتبط بحرف آخر من حروف التراث الشامي العتيق، الذي يتوارثه أهل العاصمة حباً على الدوام.
 


عدد القراءات: 13909