شارك
|

أطباء سورية ينجحون بعملية نادرة لتصنيع الرغامى من صدر المريض

تاريخ النشر : 2016-08-30

كشف رئيس شعبة جراحة الصدر في مشفى دمشق "المجتهد"، نذير الحاج سعيد، عن إجراء عملية نادرة لزراعة طعم ذاتي غضروفي من صدر المريض لإعادة تصنيع رغامى، لمريض مصاب من 10 سنوات، ممضيا 8 أعوام منها بالتنفس عبر الأنبوب، واصفا حالة المريض بالـ "صعبة" لخضوعه لعمليات عدة طيلة تلك السنوات.
رئيس شعبة جراحة الصدر أكد نجاح العملية حيث استطاع الفريق الطبي، إزالة منطقة التضيق التي كانت موجودة أعلى الرغامى وأسفل الحنجرة، ووضع أنبوب وطعم غضروفي، مشددا على أن المريض بحالة ممتازة بعد عودة صوته وتحسن عملية البلع لديه.
وتحدث الحاج سعيد لـ "شبكة عاجل الإخبارية" عن تفاصيل إجراء العملية، قائلاً: " تم أخذ جزء غضروفي من صدر المريض وزراعته بالرغامى، وأثناء العمل الجراحي وضعنا أنبوبا تنفسيا يسند الغضروف ريثما يتماسك ويصبح جزءا من الرغامى، وبعد فترة سنزيل الأنبوب الاصطناعي وبالتالي يصبح لدى المريض طريق تنفسي طبيعي وجيد"، مشددا على أن العملية نادرة وصعبة ﻷنها تقع بمنطقة تشريحية صعبة جداً، فعصب الحنجرة ينشأ من منطقة عالية ويكون قريب من المنطقة التي تجرى فيها العملية، فأي خطأ قد يسبب شلل بالحبل الصوتي، وبحة في الصوت ومشاكل تنفسية.
وعن طبيعة المرض، قال نذير: "الرغامى هي قصبة رئيسية للتنفس، تمتد ما بين الحنجرة و القصبة اليمنى واليسرى، حيث أنها منطقة تشريحية تؤمن دخول الهواء إلى الرئتين، فبعض الإصابات تؤدي لتضيق في هذه المنطقة وبالتالي صعوبة دخول الهواء"، منوها إلى أن غالبية المرضى من فئة الشباب.
وعن أسباب المرض، أكد الحاج سعيد انتشار هذه الإصابات بشكل كبير في دمشق، ﻷن مرضى العناية المشددة يمرون بمرحلة يتم فيها وضع أنبوب لهم من أجل التهوية، وبالتالي فإن الأنبوب يسبب تضيق في الرغامى، إضافة إلى الإصابات الناجمة عن شظايا القذائف والتي تصيب منطقة الرغامى.
وفيما يتعلق بحالات الإصابة بتضيق الرغامى، قال رئيس شعبة جراحة الصدر: " في بعض الأحيان يكون المريض مصابا بتضيق في الطريق الهوائي الرئيسي للتنفس، وبالتالي نجري عمليات توسيع للمنطقة، أو استئصال الجزء المصاب من الرغامى ونخيط الجزء السليم، وفي بعض الحالات نلجأ لاستخدام الليزر"، مشيرا إلى ورود حالات لا يمكن فيها استخدام أي من الطرق المذكورة أنفاً، لأن التضيق قد يكون طويل المسافة، أو قريب جداً من الحنجرة، وبالتالي ضياع جزء كبير من الرغامى، كحالة المريض التي تم إجراء عملية له مؤخراً.
وأخيراً، أكد نذير  أن شعبة جراحة الصدر لم تشهد خلال سنوات الأزمة أي نقص في المعدات الطبية، مشدداً على أن المؤسسات الصحية مازالت قادرة على استقبال جميع الحالات الإسعافية سواءً البسيطة أو الصعبة بفضل الكوادر الطبية المتواجدة على مدار 24 ساعة، وبشكل مجاني.


عدد القراءات: 14532

اخر الأخبار