شارك
|

مغتربو سورية.. لن نقف مكتوفي الأيدي أمام لصوص الحضارة

تاريخ النشر : 2016-03-02

تقرير: فرح مخيبر


متاحف سورية وكنوزها، وقعت فريسة النهب وضحيّة السرقة المنظمة، وبحسب تقارير الصحف البريطانية فقد تم إغراق أسواق الأردن وتركيا ولبنان بالقطع الأثرية السورية المسروقة، تمهيداً لعرضها في أوروبا.


عدد من اللفائف التوراتية القديمة وصلت من سورية عن طريق تجار ولصوص آثار إلى "اسرائيل"، إنها الغنيمة الكبرى.. فـ"إسرائيل" كانت تعتبر وصول هذه الآثار بالحلم المستحيل قبل 2011، ذاك التاريخ الأسود في حياة السوريين.

 

شوارع لندن وباريس وروما، تحفل بنقل شواهد الحضارة العريقة والتاريخ الإنساني لسورية، تلك الشوارع أصبحت معارضاً لنقود ذهبية وفضية قديمة، فضلًا عن قطع فخارية وزجاجية رومانية تصل قيمتها إلى مئات الآلاف من الدولارات، وعلى هذا أكد أستاذ الآثار في جامعة لندن مارك الطويل أنه "ليس صعباً أو مستغرباً أن تجد بعضاً من حضارة سورية معروضة في متاجر لندن، فالسوق السوداء ورفوف متاجر "الأنتيك" باتت تغصّ بعشرات القطع الأثرية التي جاء بها المهرّبون من تدمر ونمرود".

طبعاً بعد هذا العرض لابد أن نذكر أن هناك جهوداً دولية للحد من هذه العمليات التي تستهدف الإرث الحضاري للإنسانية جمعاء، وليس سورية فقط، كما لابد من الإضاءة على دور المغتربين السوريين الذين أضناهم ما يجري من تدمير منظم لحضارة بلدهم، فمنهم من قرر متابعة أماكن عرض الآثار المسروقة.. وبعضهم اضطر لشراء بعض القطع على حسابه الخاص لإعادتها إلى حضن سوريتها الأم.

 

وفي استطلاع للرأي أجراه موقع Syria In  بتوجهه للمغتربين ليطرحوا أنشطتهم ودورهم في كشف وملاحقة عصابات تهريب الآثار في بلاد الاغتراب كانت النتائج التالية..

 

قال الدكتور فايز حوالة مسؤول العلاقات الخارجية في الجالية السورية في روسيا إن "سرقة الاثار تعتبر من العمليات التخريبية لتراث أي دولة وتقوم به عصابات متخصصة وعلى مستوى دولي وتنشط هذه السرقات في أوقات السلم وتزداد انتشاراً واتساعاً في أيام الحرب".

وتابع إن "منظمات صهيونية ومافيات دولية تقوم بشراء ذمم الإرهابيين، وإرسال بعثات متخصصة في الحفر والتنقيب عن الآثار، وتنقل مسروقاتها عبر الحدود غير الشرعية التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية وخاصة الحدود السورية التركية".


وأضاف حوالة إن "تهريب الآثار إلى روسيا صعب جداً بسبب الإجراءات الأمنية، و نحن نعطي الأمر أهمية كبيرة، لكن بكل أسف لايوجد لدينا نشاطاً محدداً هنا أو متابعة محددة بسبب غياب النشرات التوضيحية من الجهات المعنية الرسمية في سورية"، مبدياً الاستعداد للمساهمة في ملاحقة ومتابعة الآثار المسروقة التي يتم إشعارهم بها.


وفي إيطاليا، قال الدكتور جمال أبو عباس رئيس الجالية السورية هناك إن الجالية تولي موضوع سرقة الآثار السورية والمعروضة في الشوارع الأوروبية للبيع أهمية خاصة، معتبراً أن المشروع هو صهيوني فـ "اسرائيل" تريد طمس هويتنا السورية ومسح حضارتنا، وذلك كله كان دافعنا للقاء المعنيين في إيطاليا من علماء آثار وسياسيين، حيث لمسنا اهتمام الإيطاليين بالآثار، ووعيهم لخطورة تهريب الآثار السورية، وذلك من خلال معارض الصور الضوئية عن الآثار السورية، ورغم ذلك كانت إيطاليا محطة لعبور المسروقات إلى انكلترا وفرنسا، معتبراً أن "اسرائيل" وتركيا تشرفان على موضوع سرقة آثارنا والأمر أكبر من أن تستطيع الجالية إيقافه.


وفي السياق ذاته روى أبو عباس حادثة اكتشاف سرقة آثار سورية في أحد محلات الذهب في إيطاليا وتم التعامل مع الموضوع من خلال الأمن الإيطالي، مشيراً إلى الاستعداد للتعاون مع الحكومة السورية لاسترجاع القطع الأثرية المهربة.

أما في فرنسا، قالت ديما علي مديرة النشاطات في اتحاد الوطنيين السوريين إن "دورنا نحن كأفراد في حال وصلتنا معلومات عن وجود قطع أثرية مصدرها سورية في الأسواق الأوروبية أو معروضة للبيع على الإنترنيت، إرسالها إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف لمخاطبة الجهات المختصة لاستعادة القطع وفقاً للقوانين والأنظمة الدولية".


وأضافت.. "كما علينا إظهار الدور السلبي لدول الجوار في سرقة الأثار السورية وتسهيل مرورها وتعرية الرأي العام الذي يلقي اللوم على الحكومة السورية، من خلال الندوات والمحاضرات بإشراك الباحثين الفرنسيين الذين كانوا يعملون في سورية قبل الأزمة كالبرفسور "بيير لوريش" مدير موقع "دورا أوربوس" والبرفسور "باولو ماتييه" مدير موقع إيبلا وغيرهم".


وعن جالية بلغاريا أوضح الدكتور محمد ابراهيم رئيس الجالية أن دور الجالية كأفراد هو إمكانية شراء القطع المسروقة وإعادتها لسورية، وإثارة الموضوع في الإعلام، وطالب رئيس الجالية بتزويده بمعلومات عن الآثار المسروقة، قائلاً حينها سنعمل على التواصل مع السلطات القضائية لمصادرتها وإعادتها إلى سورية.


عدد القراءات: 12066

اخر الأخبار