هو أبو الحسن علاء الدين علي بن إبراهيم بن محمد الأنصاري المعروف بابن الشاطر. عالم رياضيات وفلك اشتهر في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي.
لقبه كثير من علماء عصره بالعلامة لنبوغه وأستاذيته على كثير من علماء عصره.
ولد في دمشق وقضى معظم حياته في وظيفة التوقيت (ناظماً لأوقات الصلاة ) ورئاسة المؤذنين في المسجد الأموي بدمشق، ونال شهرة عظيمة بين علماء عصره في المشرق والمغرب كعالم فلكي، وتوفي عام 1375.
يقول العالم جورج سارتون عن ابن الشاطر : "ابن الشاطر هو الباحث الخارق في ذكائه ، درس حركة الأجرام السماوية بدقة ، وأثبت أن زاوية انحراف البروج تساوي 23 درجة و 31 دقيقة في سنة 1365 "، علماً أن القيمة التي توصل إليها علماء القرن العشرين باستخدام الآلات الحاسبة هي 23 درجة، 31 دقيقة و 19.8 ثانية.
كانت أهم إنجازات له تصحيح نظرية كلاوديوس بطليموس ، التي تنص على أن الأرض هي مركز الكون ، والشمس تدور حولها، وأن جميع الأجرام السماوية تدور حول الأرض مرة واحدة كل أربع وعشرين ساعة و العالم كله في زمن ابن الشاطر كان مقتنعاً في صحة هذه النظرية التي لا يمكن أن تقبل النقاش.
لكن ابن الشاطر يقول: إذا كانت الأجرام السماوية تسير من الشرق إلى الغرب والشمس هي واحدة من هذه الكواكب التي تتحرك ، إذاً لماذا التغييرات في شروق الشمس و غروبها ؟ و أكثر من ذلك هناك الكواكب التي تختفي و تعود إلى الظهور تسمى الكواكب الحائرة .. هذا يعني أن الأرض و الكواكب الحائرة تدور حول الشمس على أساس منتظم ، والقمر يدور حول الأرض.
التفاصيل الرياضية للنظام الفلكي لابن الشاطر استعملت في كتاب نيكولاس كوبرنيكوس المسمى "دي ريفولوسينيبوس" و نموذج كوبرنيكوس القمري كان مطابقاً للنموذج القمري لابن الشاطر.
وأشار البروفيسور نويل سويردلو إلى أن نموذج كوبرنيكوس لعطارد خطئ ، وأنه نظراً لأنه هو نفس الخطىء في نموذج ابن الشاطر المتوفي قبل 100 سنة من ولادة كوبرنيكوس فهذا خير دليل أن كوبرنيكوس كان في الواقع ينسخ من دون فهم كامل.