أنور البابا هو الرجل الذي اشتهر بشخصية (أم كامل) على شاشة التلفزيون السوري في الأربعينات من القرن الماضي، ولد أنور عام 1915 في حي الحمراوي دمشق القديمة وتوفي عام 1992، عشق الفن وأجاد التمثيل، وبدأ حياته "كمشخصاتي" وأصبح يظهر على المسارح قبل افتتاح التلفزيون السوري، حيث قدم التمثيليات في البيوت في الأفراح عام 1937، ثم شارك في أول مسرحية حقيقية وهي مسرحية أتاتورك، وفي عام 1938 شارك في مسرحية جريمة الآباء، وعمل بعدها في نفس العام موظفاً في رئاسة مجلس الوزراء، إلا أنه عام 1939 عاد إلى الفن وشكل فرقة من الهواة تضم خمسة عشر ممثلاً.

وفي الأربعينيات كانت مرحلة التحول الكبيرة في حياة البابا وتحديداً عام 1947 عندما داهم سورية وباء الكوليرا وتم تنظيم حملة توعية للشعب من مخاطر المرض، عندها قدمت إذاعة دمشق مسرحية إذاعية شارك فيها البابا بدور أم كامل أحدثت إعجابا كبيرا حتى إن الرئيس شكري القوتلي اقترح و قتها تمرير الدستور على شكل تمثيليات إذاعية بصوت إم كامل لتنوير الشعب بحقوقه وواجباته، ومن هنا اشتهر البابا بلقب أم كامل تلك الشخصية التي أحبها الجمهور، وبدأ على إثرها بالكتابة في مجلة "دنيا" ضمن زاوية أسبوعية بعنوان (أم كامل تتحدث إليكم)، وفي عام 1957 تزوج من الأديبة اعتدال رافع ورزق بابنتين، ثم سافر في مطلع الستينات إلى لبنان للعمل في الإذاعة والتلفزيون، ولكنه عاد إلى دمشق بدعوة من محمود جبر للعمل في فرقته.

الممثل المصري حسن فايق استظرف شخصية أم كامل لدرجة أنه طلب من بعض الفنانين السوريين التوسط لدى أم كامل لقبول الزواج منه و أم كامل تبدي خجلها و تخبئ وجهها بتلك الملاءة السوداء و تداري ضحكتها و فجأة نهضت أم كامل و خلعت ملاءتها فإذا هي رجل يرتدي طقما تحت الملاءة