شارك
|

جالينوس الطبيب والفيلسوف السوري.. طبيب التشريح الأول

تاريخ النشر : 2016-01-12

ولد الطبيب الفيلسوف جالينوس 120-199م في اللاذقية، وعاش قسماً من حياته في فرغام غرب تركيا حالياً، ثم ذهب إلى روما في عهد الإمبراطور مارك أوريل الذي كان مثل جالينوس يدين بالمبادئ الرواقية التي اهتمت كثيراً بتهذيب الإرادة وتنظيمها. وكان جالينوس عضواً في المجلس الاستشاري الذي أحدثته جوليا دومنا لمساعدة الإمبراطور.

 

اشتهر جالينوس في التاريخ الطبي بمعرفته الدقيقة لعلم التشريح ووظائف أعضاء الجسم المختلفة . وقد كان طالب فلسفة فضلاً عن كونه طالب طب وقد أسس أفكاره وأعماله على المبدأ الذي يقول إنه لا يجوز قبول أي شيء واعتباره صحيحا مالم يختبرعن طريق العقل والتجربة.


ورويت عنه قصة تؤكد رفضه التقيد بسلطة التقاليد. فقد مرض أحد أصدقائه ولم يكن جالينوس طبيبه بل كان طبيبه شخصاً آخر أعطاه بعض العلاج الموصوف في كتب الطب ونصحه بالخلود إلى الراحة في فراشه، هوأنذره ألّا يأكل إلا القليل. ولكن جالينوس زار صديقه مرة للإستفسار عن صحته فوجده في حالة يرثى لها من الضعف، ولهذا عمد جالينوس إلى تجاوز نصيحة الطبيب الآخر بقوة ربما لا تستسيغها التقاليد الطبية في هذه الأيام، وأصر على المريض أن ينهض من فراشه ويرافقه إلى الهواء الطلق حيث جلسا وتناولا وجبة دسمة من الطعام. وهكذا تحسنت حالة الرجل وتماثل إلى الشفاء بسرعة. ولا يعرف شيء عن الأعراض التي لاحظها جالينوس والتي جعلته يعطي هذه التوصية، لكن نجاحه كان مؤسساً على الإعتقاد الذي سجّله هو بنفسه بقوله : إن كل من يرغب في فهم أعمال الطبيعة عليه ألا يضع ثقته في كتب التشريح، ولكن في عينيه وبصيرته.


إنها النظرة الشمولية الموسوعية للإنسان، بل لكل إنسان على حدة. فالإنسان ليس كائناً فيزيائياً فقط.


لقد كان جالينوس الطبيب السوري آخر صوت طبي حقيقي عرفه الغرب، وقد شملت أعماله عدة مجالات فضلاً عن الطب، وعندما يطبّق أساليبه على الدين يمكننا أن نرى تطابقاً واضحاً مع آراء جوليا دومنا.


أجل إنّه جالينوس الطبيب والفيلسوف السوري، وليس إغريقياً أو يونانياً كما يدّعون، إنّه ابن سورية ولاّدة بناة الحضارة ورسلها في كل العصور.


عدد القراءات: 11334

اخر الأخبار