شارك
|

بلبل دمشق "توفيق المنجد"

تاريخ النشر : 2016-06-19

ارتبط اسمه بمنشد شهر رمضان والأعياد، وأعطاه الله صوت روحاني مميز كصوت البلبل إذا تحدث، وكان يسترق السمع إذا سمع الغناء وتعلم بالسمع والقياس، ولما ترعرع لفت صوته البديع الأنظار فاشتهر أمره.

 

هو السيد توفيق بن المرحوم أحمد فريد بن عبد الله الكركوتلي، وهذه الأسرة عريقة الأصل، استوطنت دمشق منذ عهد قديم، ثم تكنت (بالمنجد) لأن والد المترجم كان يحترف صنعة التنجيد العربي، ولد بحي القيمرية بدمشق سنة 1910م وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري واشتغل في عدة صناعات ثم اشتغل بمهنة والده واشتهر بالتنجيد التركي ولُقب بالمنجد على صنعة والده.

 

لم يتلق هذا الفنان الموهوب الفن عن أحد، واكتفى بما أخذه عن والده الفنان من القطع الغنائية الخفيفة وافتتن بألحان المرحوم الشيخ سيد درويش فتعلم من الاسطوانات 7 أدوار من الحانه وأتقن حفظها، وأخذ من كل نغمة وصلة من الموشحات البديعة، وانقادت لطموحه المواهب فألف فرقة موسيقية من العازفين والمنشدين وصار يدعى إلى الحفلات الساهرة، دون علم من والده، ثم دخل المعهد الموسيقي الشرقي وكان منشد الحفلة التي أقيمت في مدرج الجامعة السورية وهي مؤلفة من 50 عازفاً، فكان يرتجف من رهبة الموقف وغنى فيها مونولوج (دمعي اشتكى من أوجاعي وخف نداه) وهو من ألحان الموسيقار كميل شمبير الخالدة، وطرب رئيس الدولة الشيخ تاج الدين الحسني رحمه الله فطلب منه إنشاد قصيدة (ياليل الصب متى غده) فبهر بسحر صوته وحسن انشاده، وذاع صيته فطلبته شركة كولومبيا في لبنان فسجل 10 اسطوانات من قصائد ومنولوجات.

 

ولما أغلق المعهد الموسيقي عاد إلى مزاولة عمله بنشاط فني واسع النطاق، وتصدر الإنشاد زمناً طويلاً في كل المناسبات الدينية مع فرقته لأكثر من 60 عاماً حتى بات منشد دمشق الأول وأطلق عليه إسم بلبل الشام.

 

وكان له موهبة النظم والتلحين، فأول نظم له في الشعر والتلحين موشح نبوي من نغمة الزنجران:
يا راحلين يم المصطفى ...بلغوا سلامي إلى الحبيب ...نار قلبي لن تنطفي ...الا ان ازورك يا حبيب.

 

أما مدائحه النبوية فإنها لا تذاع إلا في شهر رمضان المبارك وقت السحر لروعتها وتأثيرها على النفوس، وقد توالت طلبات عشاق هذا النوع على دار الإذاعة بقصد إذاعتها بين حين وآخر، وجاء أشخاص كثيرون من تركيا إلى دمشق فكانوا يسألون عن هذا الفنان ويرغبون بمشاهدته، وهو بالإضافة إلى روايته لا يعتمد في رزقه على الغناء بل هو تاجر معروف يتنزه بسيارته الخاصة بين الخمائل مستلهماً ألحانه الفاتنة، توفي ودفن في دمشق عام 2000 م .


عدد القراءات: 11888

اخر الأخبار