في دمشق ... ابتسامة كنانة الدائمة كانت سلاحها لمواجهة ما كانت تتعرض له أثناء قيادتها لسيارة أجرة تعتمد عليها لنقل الركاب حيث يريدون.
كنانة البني ، سائقة تكسي، فبعد تخرجها من المعهد التجاري أدركت أن العمل في الأماكن المغلقة لا يستهويها ولا سيما أنها تحب قيادة السيارات، فقررت العمل بمهنة السواقة لدى شركة سيارات أجرة في دمشق، لكن ... هذه ليست تجربتها الأولى، فكنانة كانت تنقل الركاب ولا سيما أصدقائها وأقاربها من دمشق إلى بيروت بسيارتها الخاصة على مدى 10 سنوات ولكنها توقفت مع إغلاق الحدود السورية اللبنانية إثر الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا ما دفعها للبحث عن عمل في هذا المجال لدى إحدى الشركات المحلية.
كنانة لم تكن المرأة الأولى في سورية التي خرجت عن المألوف في المجتمعات العربية التي ترفض انخراط النساء ببعض الأعمال الخاصة بالرجال، فهناك نماذج عديدة خرجت عن المألوف وتحدين الصعاب وواجهن تقلبات الحياة.
إصرار كنانة التي عملت سابقاً كمدربة لتعليم السواقة، على تغيير نظرة المجتمع تجاه عمل السيدات هو هدفها، إضافة إلى توفير الدخل لطفليها كونها المعيل الوحيد لهما، فحلمها الذي تسعى لتحقيقه أن يكون لديها شركة سيارات أجرة خاصة بها.
يوم كنانة يبدأ مبكراً حيث تستيقظ لتجهيز أطفالها للذهاب إلى المدرسة وممارسة الرياضة لبعض الوقت لتنطلق بعدها رحلة عملها على السيارة لمدة ثماني ساعات لتعود لتدريس أطفالها وتمضية بقية اليوم معهم.