شارك
|

من "قلم رصاص" إلى "حبة دواء".. مغتربون يدعمون المبادرات المجتمعية في قراهم

تاريخ النشر : 2022-06-19

خاص|| علا أبو سعيد

 

مبادرات كثيرة أطلقها ودعمها مغتربو قرية «امتان» القرية الوادعة القابعة في الجنوب من محافظة السويداء، حيث تساهم الأيادي البيضاء لأبناء القرية المغتربين والموجودين فيها في مساعدة الأسر المحتاجة والفقيرة دعماً للتعليم وتأميناً لرغيف الخبز وتخفيفاً لأعباء تكاليف الأدوية عن المرضى وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها الحرب على سورية.

 

 أسماء متعددة ولكنها تنادي بهدف واحد في جوهرها، من "قلم رصاص" إلى "رغيف خبز" و"حبة دواء"، إضافة إلى "صندوق امتان الخيري" الذي يعنى بأكثر قضايا القرية الاجتماعية والصحية، وصولاً إلى "جمعية امتان للنقل" التي ما زالت تسّير باصاً للنقل اليومي للقرية منذ أكثر من ٢٥ عاماً دون توقف رغم كل الصعوبات.

 

وبتظافر جهود أبناء القرية في الأول من تموز عام ٢٠١٥، وتجسيداً لمبدأ التكافل الاجتماعي ودعماً لطلاب القرية وللتعليم فيها، انطلقت مبادرة "قلم رصاص".

 

وعرّف أحد مؤسسي المبادرة المغترب أسامة البني بأن "قلم رصاص" صندوق ذو تمويل فردي اجتماعي اختياري نابع من الرغبة في دعم احتياجات الحركة التعليمية في القرية المنفردة من حيث النهضة التعليمية وتصدير العقول.

 

وأكد المهندس باسل العيسمي المغترب في الإمارات والمؤسس للمبادرة لموقع "المغترب السوري" أن انطلاقتها كانت نابعة من الواجب نحو أهل القرية في ظل ظروف الأزمة التي مرت بسورية والوضع الاقتصادي الصعب واستمراراً للحركة التعليمية في القرية.

 

يقول العيسمي: "ولدت المبادرة أثناء تبادل الحديث بيني وبين الأخ مجدي عامر ونقله معاناة الطلاب، فقررنا إنشاء فكرة تخدم الطلاب وتقوي من معنويات الأهل بوقوف أبناء «امتان» بالمغترب وبالداخل جنباً الى جنب."

 

ويضيف: "قمت بالاجتماع مع مجموعة من شباب القرية بالمغترب وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي شرحت الفكرة وكانت الاستجابة سريعة، فأطلقنا صفحة للمبادرة على الفيس بوك وأرسلنا المال إلى القرية، وانطلق العمل بهمة مجموعة الشباب المتواجدين فيها من حيث شراء القرطاسية وتوزيعها حسب موعد العام الدراسي، وتكرر هذا الأمر على مدى السنوات منذ عام 2015 الى الآن."

 

ويؤكد العيسمي أن مقياس نجاح المبادرة تتلخص بإنشاء أربع قرى من المحافظة لنفس المبادرة بنفس الاسم وكانت كلها ناجحة.

 

مجدي عامر مدرس رياضيات في القرية وأحد مسؤولي المبادرة ومؤسسيها أكد لموقع "المغترب السوري" أن المساعدات شملت جميع الطلاب بالقرية إضافة إلى القرى المجاورة دون استثناء من مرحلة الروضة حتى مرحلة البكلوريا وبكافة الاختصاصات.

 

وبيّن عامر أن المبادرة تعمل على تأمين الاحتياجات المدرسية من قرطاسية كاملة ونسخات كتب، وألعاب للروضات، إضافة إلى مساعدات مباشرة للمدارس من أوراق امتحانية وأقلام سبورة، وتقديم المساعدة بنقل طلاب الشهادات الى مراكز الامتحان ذهاباً وإياباً طيلة مدة الامتحانات.

 

ويقول عامر: إن "المبادرة تسعى لدعم شريحة طلاب الجامعات، ولكن ضمن الظروف الحالية فقد اكتفينا بدعم مرحلة ما قبل الجامعة."

 

ويؤكد أن المبادرة قائمة على الدعم الكبير من المغتربين حيث بلغت مساهمتهم ٨٠٪ من مصادر التمويل للمبادرة؛ وزادت تبرعات المغتربين بالأعوام السابقة عن ٢٥ مليون ليرة وما زال الدعم مستمر وكل حسب قدرته وإمكانياته.

 

وعن تفاصيل مبادرة "رغيف خبز" التي تساهم في تأمين الخبز اليومي للفقراء عن طريق دفع المستحقات الى المعتمدين، يحدثنا المسؤول عنها في القرية، الأستاذ محمود أبو زيد المدرس في كلية التربية جامعة السويداء، بأن المغترب في الإمارات رائد محمود المقت هو أول من طرح فكرة المبادرة وساهم مع سبعين شاباً من المغتربين في الإمارات في إطلاقها عام 2015، وشكلوا لجنة تنظيمية لها مؤلفة من ثلاثة أشخاص في القرية لمتابعة الأمور المالية للمبادرة وتحديد آلية عملها.

 

وأكد أبو زيد أنهم يؤمنون الخبز لأكثر من 100 عائلة ومساهمات المغتربين تتجاوز 50% من تمويل المبادرة ويأتي الباقي عن طريق تبرعات أهالي القرية دعماً لروح التكافل والتكاتف الاجتماعي.

 

 

ويقول أبو زيد لموقع "المغترب السوري" إن "مبادرة المساعدات الدوائية في امتان "حبة دواء"  أطلقها المغترب في دولة الكويت الدكتور حاتم رافع حيث أرسل مبلغاً من المال إلى القرية لشراء الدواء وحليب الأطفال للمحتاجين"، وتحولت بعدها إلى مبادرة عامة، يدعمها المغتربون بنسبة 50% والباقي من تبرعات أهالي القرية المتواجدون ضمن القطر.

 

وأوضح أنه تشكل للمبادرة لجنة تنظيمية في القرية مسؤولة عن دعم المرضى بتأمين تكاليف الأدوية اللازمة من صيدليات القرية ضمن سقف محدد، مؤكداً أن عدد المستفيدين بلغ حتى الآن مائة وأربعين شخصاً وهي مستمرة منذ عام 2016.

 

مغتربو «امتان» لم ينسوا قريتهم وأهلهم وما زال دعمهم مستمراً بالأموال وتأمين احتياجات أهالي القرية وتخفيف أعباء الحياة عن كاهلهم.


عدد القراءات: 2769

اخر الأخبار