شارك
|

"القبقاب".. والخشب متل القصب بيحن

تاريخ النشر : 2016-07-27

خاص : أدونيس شدود


قليلون هم من لم يسمعوا ويحفظوا رنة قبقاب " غوار الطوشة "، الشخصية التي لامست ذاكرة معظم السوريين.


ذلك القبقاب الذي أشرنا له كمنطلق للحديث عن إحدى المهن التراثية العتيقة، والتي مازالت موجودة رغم كل التحديات العصرية.


تعتبر العاصمة السورية دمشق من أشهر المدن العربية و الاسلامية التي عُرفت بصناعة القبقاب، ومازالت السوق الواقعة خلف الجدار القبلي من الجامع الأموي، والمعروفة بسوق القباقبية، شاهدة على عراقة تلك المهنة في هذه البلاد.


ومن هذا السوق العريق كانت تُحمل مصنوعاته الخشبية المختلفة، وخاصةٌ القباقيب إلى مصر وبيروت و اسطنبول، برغم وجود الحرفيين المهرة، إلا أنَّهم ليسوا بحرفية ومهارة الدمشقيين.


القباقبجي محي الدين قواص، الملقب بــ أبو مروان والذي مازال يمارس مهنة أبيه و جده، يتحدث عن صناعة القباقيب قائلاً : " عادةً يستعمل في صناعة هذا المداس الخشبي خشب الجوز والمشمش والتوت والصفصاف والزان،أمَّا في دمشق فيصنع من خشب الصفصاف والحور".


ويضيف قواص : " كانت تحمل القباقيب الدمشقية إلى القاهرة وبيروت واسطنبول، نظرة لحرفية ومهارة الصناع الدمشقيين، كما ان القبقاب الخشبي حظي بشعبية كبيرة بين الدمشقيين طوال فترة طويلة من تاريخ المدينة حيث كان يصنع من أشجار الصفصاف المتواجدة بوفرة على طول نهر بردى".


يقول أبو مروان : " يقطع الخشب بداية إلى شرائح على أشكال أسافين ويرسم على قدر قدم الإنسان حسب المقاس، وبعدها تأتي عملية التفكيك، وفيها إزالة الزوائد الخارجية من الجانبين، ثم النشر بعملية اللف وهي إزالة الزوائد الأمامية والخلفية، وبعدها تأتي عملية التقدير، وهي تشكيل كعب القبقاب، ثمَّ يأتي دور التنعيم أي حفُّ القبقاب تمهيداً لِطَلْيهِ، وأخيراً يركب عليه السيّر، وهو قطعة من الجلد تثبت على مقدمة القبقاب بمسامير خاصة تسمى "مسامير قباقبية" ويكون السيَّر بألوان مختلفة وأحياناً يُطعم بالصدف والعظم، وتُمَدُّ فيه أسلاك من القصديرأو الرصاص".


ويذكر القباقبجي الدمشقي أن للقباب أنواع عديدة منها " المهاجرون والشبراوي وهناك قبقاب نصف الكرسي وقبقاب الحمّام و أنواع أخرى لم يبقى سوى ذكرها و اسمها.


ومن المتعارف عليه أن القبقاب كان يلبس داخل البيت خاصةً لسيدات وربات البيوت، باعتباره مريحاً في الحركة والعمل في شؤون البيت، وفي الأسواق والأزقة، كان الرجال يلبسونه أيضاً اتقاءً للوحل أيام الشتاء، ومازال يستخدم في حمامات السوق حتى اليوم.


عدد القراءات: 18531