الفن لم يكن يوماً لأجل الفن فقط لأنه رسالة الشعوب، هذه الفكرة دفعت الفنان "محمد عبد السلام" لتجسيد أعمال ولوحات نحتية والمشاركة في ترميم كنائس نقل عبرها رؤاه الفنية والإنسانية للعالم ككل. فتحولت أعماله لأيقونات بموهبة فريدة ظهرت في مراحل سابقة بأعمال نافرة ومجسمة عرفت عنه.
الفنان عبد السلام من مواليد دمشق عام 1977، حاصل على شهادة معهد الفنون البصرية عام 2006 اشتهر باللوحة النحتية من مواد بسيطة أوصلته للعالمية، والتكريم بالأوسمة والجوائز العالمية، له أعمال مقتناة وأعمال عدة تحولت إلى أيقونات في كنائس روسيا وأوروبا.
يقول الفنان محمد عبد السلام: «منذ الطفولة أخذتني الألوان والمجسمات، بحثت في تفاصيلها عن روح الفنان الذي ارتقى لينقل للعين من فيض إحساسه وما يجول في خاطره من أفكار وكيف تمكن بفضل عمله من إطالة عمرها وتوثيقها لتستمر وتبقى، هذا بالضبط ما دفعني للاستمرار والمتابعة لأشق طريقاً ليس سلساً حاولت حفر معالمه بالجهد والتعب، وبثقة وإيمان أن لكل منا رسالته ودوره الذي يسعى لتأكيده وتثبيته على ساحة المجتمع، حيث كنت أمارس الفن في معظم أوقاتي حتى في أثناء عملي الذي كنت أعمل فيه خارج نطاق الفن، الذي أضاف لشخصيتي الإنسانية أكثر من زاوية، فقد زرع بداخلي شفافية مطلقة في حياتي الشخصية، وفي التعامل مع المجتمع، وما أشعر به ولمسته من خلال عملي ورحلة الاغتراب والتنقل. أن الفن رسالة للشعوب منذ بداية هذا الكون فالفنان هو الشخص الأكثر ثقة بالزمن، لأنه يدرك تماماً متى تنطق اللوحة ومتى تصرخ بصمت في داخله، وأين ومتى يفترض عليه أن يطبع من خلال عمله الفني رؤاه وما يقوم به، مقدماً كل ما بوسعه لنقل أحاسيسه وأفكاره التي تسبق الزمن وتواكب الحاضر، تعيد ذكريات الماضي في تراتبية عنوانها الإحساس أولاً بلا مواربة أو تجميل، وعليه كنت أجسم أعمالي بطريقة قد تختلف عن غيرها من حيث التقنية لكنها تسير في هذا الموكب.
تطوع مجاناً لترميم الكنائس والإشراف على هندستها الفنية تعبيراً عن الامتنان للمؤازرة والدعم التي قدمتها هذه الكنائس لأطفال الحروب والكوارث الطبيعية، حيث كان يعمل مديراً لإحدى المنظمات الخيرية في روسيا التي تعنى برعاية وتأهيل أطفال الحروب والكوارث الطبيعية. فقد كانت هذه الكنائس أول الداعمين لسورية في ظل الأزمة. وتقديراً لجهوده الفردية قامت الكنائس بتحويل أي عمل فني من أعماله إلى أيقونات ووضعت ضمن الكنائس بتوقيع فنان سوري.
كرم في "روسيا" بوسام "نيقولاي الثاني" وهو من أرفع الأوسمة في "روسيا"، وشارك بذكرى «المائة عام على مذبحة الأرمن» حيث كان الفنان العربي الوحيد من أصل ثلاثين فناناً عالمياً شاركوا بهذا المعرض. وقد جسدت لوحته شخصية القديس جاورجيوس وقدمت هذه اللوحة هدية للجالية الأرمنية وقد تم عرضها في متحف الأرمن بتوقيع سوري.
متنقلاً بين الدول باصماً بتوقيع سوري يقدم رسالة فنية سورية تؤكد أن السوريين دعاة سلام وحب وعمل.