شارك
|

نزار قباني في ذكرى رحيله ..مايزال حياً في طيات دواوينه

تاريخ النشر : 2020-04-30

 

توفي الشاعر نزار قباني في بريطانيا في مدينة لندن يوم الخميس بتاريخ 30 نيسان عام 1998م، حيث يصادف اليوم ذكرى وفاته الثانية والعشرين.

                                                        

 

نُقِل جثمانه إلى سورية ودفن في دمشق في مقابر العائلة بناءً على وصيته التي قال فيها يصف دمشق: (هي الرحم الذي علمني الشعر وعلمني الإبداع، وأهداني أبجدية الياسمين.. وهكذا يعود الطائر إلى بيته، والطفل إلى صدر أمه)، وهكذا انتهت رحلة الشاعر نزار قباني وعاد إلى وطنه ليحتضنه ثراه.

ولد نزار قباني في حي (مئذنة الشحم) في دمشق القديمة في 21 آذار عام 1923م، في بيت عريق تفوح منه رائحة الياسمين، وينعم بالحب والاستقرار، فنشأ وترعرع في كنف والده الذي كان زعيماً وطنياً ومن أعيان البلد، وفي حضن والدته وتحت رعايتها وعنايتها، وكان ترتيبه بين إخوانه الثاني بين أربعة أولاد وبنت، وقد ورث الشعر عن عم والده أبو خليل القباني الشاعر المعروف، والمؤلف، والملحن، ورائد المسرح العربي في القرن التاسع عشر، والذي كان من أبرز أفراد عائلة قباني.

أنهى مرحلة الدراسية الابتدائية والثانوية في الكلية العلمية الوطنية في دمشق، التي كانت تنتهج اللغة الفرنسية كلغة ثانية، وكان المعلمون فرنسيون يأتون من فرنسا، وقد كان لدراسة نزار في هذه المدرسة أثر كبير من ناحية الأدب؛ لأنّه استقى علمه في بواكر حياته من مصادر الأدب الفرنسي، واطلع على الثقافة الأوروبية وعلى فكرها الادبي.

دخل نزار كلية الحقوق عام 1941م، وتخرج منها عام 1945م، وبعد تخرجه عمل في السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية، حيث عين سفيراً لعدة دول، منها القاهرة، ولندن، والصين، وإسبانيا، وتركيا، وقد أتاح له هذا العمل التنقل بين دول عديدة، لكنه استقال من عمله عام 1966م، واستقر في لبنان لكي يتفرغ لكتابة الشعر، حيث أسس دار نشر خاصة بأعماله سماها (منشورات نزار قباني).

تزوج نزار قباني عام 1948م من امرأة سورية، وأنجبت له من الأبناء توفيق وهدباء، لكن توفيق توفي وهو صغير، وفي السبيعنات من القرن العشرين وقع نزار قباني في حب بلقيس الراوي وتزوج منها، وهي سيدة عراقية كانت تعمل في السفارة العراقية في بيروت، وقد ذهبت ضحية في حادث انفجار في السفارة، وكان لموتها أثر بالغ في نفس نزار، ورثاها بقصيدته الشهيرة (بلقيس) التي أثار بها مشاعر كل العرب، إذ حزنوا لحزنه على وفاتها.

بدأ نزار حياته بالاهتمام بأشياء فنية أخرى غير الشعر كالرسم والموسيقى، ففي سن الثانية عشر اتجه ميوله نحو الرسم، وظن أنّ الرسم هو طريقه، لكن في سن الرابعة عشر شعر برغبة في الموسيقى، لكن سرعان ما تلاشت هذه الرغبة، كما تلاشت رغبته في الرسم، فتحول إلى الشعر الذي وجد نفسه فيه، فصار يرسم قصائده بالقلم كما يرسم لوحاته بالألوان، وقد كتب أول قصيدة له عام 1939م وهو لا يزال على مقاعد الدراسة في سن السادسة عشر، وكان ذلك في رحلة مدرسية على متن باخرة كانت متجهة إلى إيطاليا، حيث كتب قصيدته (قالت السمراء) والتي كانت عنواناً لأول ديوان شعري صدر له وكان ذلك عام 1944م.

ترك نزار قباني إرثاً غزيراً من المؤلفات الأدبية والشعرية، منها المؤلّفات النثريّة  والقصائد والدواوين الشعريّة والمسرحيات.

اهتم نزار قباني بلغته الشعرية اهتماماً بالغاً، فجاء بلغة بسيطة سلسة تحاكي لغة الشارع العربي، واستمدّت مفرداتها من الحياة اليومية، فامتازت ألفاظها بالبعد عن التعقيد والغرابة، إذ لا تحتاج إلى شرح لفهم ما ترمي إليه من معاني، أطلق عليها (اللغة الثالثة)، وعلى الرغم من بساطتها الاّ أنّ تقليدها صعب، إذ تفرد بها وأصبحت سمة خاصة بشعره.

خص نزار قباني المرأة بمساحة شاسعة من شعره، فالمرأة عنده هي المحور الذي يدور حوله، والفلك الذي يسير فيه، وقد أخذت مكاناً عظيماً في ديوانه، وتكمن صورة المرأة في أدب نزار قباني في عدة مظاهر، فهي الأم، والطفلة، والحبيبة، والزوجة، وقد كتب لها قصائد شعرية في الحب والغزل بأسلوب تَفرّد به عن سائر شعراء عصره.

نال نزار قباني العديد من الجوائز والأوسمة العربية والعالمية، منها:

وسام الجمهور من المحيط إلى الخليج وهو أرفع وسام حصل عليه.

وسام الاستحقاق الثّقافي الإسباني عام 1964م، وقد حصل على هذا الوسام تقديراً لجهوده في إقامة الصلات الثقافية بين العرب وإسبانيا.

جائزة سلطان بن علي العویص للإنجاز العلمي والثقافي، حصل عليها في دبي في 24 آذار عام 1994م.

وسام الغار قدمه له النّادي السوري الأمریكي في بلدیة دمشق (C,D) في 24 أيار عام 1994م.

میدالیة التّقدیر الثقافي قدمتها له الجمعیة الطبیّة العربیّة الأمریكیّة، لجنة الثقافة والتّرك لكیفلان بونیه عام 1994م.

عضویة شرفیة في جمعیة خریجي الجامعة الأمریكیّة في بیروت، وحصل على درع الجمعية في 30 تشرين الثاني عام 1995م.

جائزة جبران العالمیّة، قدمتها له رابطة إحیاء التّراث العربي، في سیدني، أسترالیا.

 


عدد القراءات: 12178

اخر الأخبار